الألباب المغربية/ رشيد اخراز
عرفت مدينة جرادة، خلال السنوات الأخيرة توسعا عمرانيا، مما جعلها تئن تحت وطأة غياب المنتزهات والمساحات الخضراء والفضاءات العمومية الخاصة بالترفيه، حيث تعد المدينة من بين المدن الأضعف حظا من حيث وجود الفضاءات العمومية .
وفي سياق موازي، لم يُخفِ عدد من الفاعلين الجمعويين الناشطين بجرادة على أن المناطق الخضراء تعد ذات أهمية كبيرة ولها دور أساسي في توفير فرص الراحة والتمتع بالطبيعة لسكان المدينة.
لا يختلف اثنان على أن الحدائق العمومية الخضراء والمنتزهات تؤدي دورا مهما ومؤثرا على صحة الإنسان من حيث دورها في جودة الهواء والماء والتربة، لذا بات من الضروري على القائمين على الشأن المحلي أن يعملوا على إعداد الدراسات في مجال التشجير والحدائق ووضع التصاميم والمعايير التخطيطية لإنشائها وتصميمها وتنسيقها وتحديد أنواعها.
وتجدر الإشارة إلى أن مدينة جرادة، تتميز بحرارة صيفها؛ وهو ما يجعل الساكنة تبحث عن أماكن للترفيه بعيدا عن الجدران الإسمنتية، فيما عدد من الأطفال الذين ينتمون إلى الأسر الفقيرة يقصدون الأودية والبرك المائية هروبا من حرارة الصيف، على الرغم من المخاطر التي تشكلها هذه الأودية والبرك على أرواح هؤلاء الصغار، وذلك في غياب مسابح عمومية مجانية بالمدينة وغلاء ثمن المسابح الخاصة.
وفي ظل هذا الوضع المؤسف سنكون أمام معضلة زحف الإسمنت على جميع المواقع الخضراء، علما أن المساحات الخضراء تعتبر الرئة التي تتنفس بها المدينة، وأن زيارة المساحات الخضراء بالمدينة تعني البيئة الصحية للإنسان. خاصة وأن المدينة تضم عدد كبير من سكانها يعانون من تداعيات المرض المهني. وتأكيدا على ما سبق ذكره، تطالب الساكنة الجهات المسؤولة بالتدخل من أجل إحداث فضاءات خضراء عمومية للترويح عن النفس.
وهنا يطرح السؤال.. لماذا لا يتم إعادة الاعتبار لمدينة جرادة وذلك بالنهوض بالمجال البيئي والفضاءات الخضراء وتهيئة الحدائق؟.
اعتبارا للمكانة المتميزة التي تحتلها الفضاءات الخضراء والتي تشكل قيمة مضافة للمجال العمراني وجمالية المدينة..
لذا أصبح من الواجب تنزيل هذه المشاريع وغيرها من المشاريع الأخرى المنضوية في إطار بناء وتهيئة الحدائق للارتقاء بالمجال البيئي وإعادة الاعتبار لمدينة الرغيف الأسود التي شيدت على أنقاضها مدن مغربية عريقة إبان فترة السبعينات والثمانيان مع شركة مفاحم المغرب.