بمبادرة من سفارة المملكة المغربية في جمهورية بلغاريا، وبفضل سخاء المخرج حميد باسكيط، شارك المغرب في الدورة الثانية لمهرجان فيمي فيلم الذهبي للأفلام برسم سنة 2023 بفيلم “صمت الفراشات” للمخرج حميد باسكيط في مدينة صوفيا ببلغاريا.
وقد عادت جائزة المهرجان المذكور في دورته برسم سنة 2023، والتي يهدف مخرجو الأفلام على الصعيد العالمي إلى الترويج للرسائل الاجتماعية من خلال أفضل مخرج لفيلم طويل ذي الصلة بالقضايا الاجتماعية كالإتجار بالنساء وبالاستغلال الجنسي للأطفال وبالتحرش الجنسي، للمخرج المغربي حميد باسكيط عن فيلمه “صمت الفراشات”. وتجدر الإشارة إلى أن ما يناهز ثلاثة آلاف (3000) فيلم من مختلف الفئات (الأفلام الوثائقية والأفلام الروائية والأفلام القصيرة والرسوم المتحركة والمسلسلات والأفلام الطلابية وأفلام لذوي الاحتياجات الخاصة الخ) تم عرضها من طرف 125 دولة خلال هذه الدورة.
وقد عرفت مشاركة العديد من الدول الأوروبية (فرنسا وإسبانيا والدنمارك وإيطاليا وبريطانيا العظمى وبولندا وألمانيا) حضورا واسعا، عبر مساهمتها بأكثر من مائة فيلم لكل منها؛ لكن ما ميز هذه الدورة هي المشاركة القوية لكل من إيران والهند 225 فيلم للأولى و 220 للثانية، فيما احتلت الولايات المتحدة المرتبة الثالثة من حيث المشاركة بعرضها 164 فيلم.
هذا بالإضافة إلى الحضور الوازن لكل من تركيا والبرازيل بـمشاركتهما على التوالي ب 95 و 93 فيلم.
علاوة على ذلك، شاركت دول أخرى بعشرات الإنتاجات في هذه الدورة وهي المكسيك والأرجنتين وكندا والصين واليونان وأوكرانيا والبرتغال وكوستاريكا. وانحصرت مشاركة المغرب بفيلم واحد وهو فيلم حميد باسكيط، الذي وافق على إدراج فيلمه “صمت الفراشات” في هذه المنافسة، دون المطالبة بحقوق النشر على خلاف بعض المخرجين الآخرين. وسيستمر بث المحتويات السينمائية حتى نهاية عام 2023. وسيتم تجميع الأفلام الموشحة والحائزة على جوائز وفقًا للبلدان من أجل تقديم هذا المحتوى السمعي البصري الهائل المرسل إلى بلغاريا من قبل منتجين ومخرجين من جميع أنحاء العالم.
كما سيمتد البث إلى مدن أخرى في بلغاريا، مثل بلوفديف (عاصمة الثقافة الأوروبية عام 2019) ونيسبار (المصنفة كموقع للتراث العالمي لليونسكو). كما سيتم عرض الأفلام الفائزة في سينما “لوميير” في قصر الثقافة الوطني في صوفيا.
وخلال الحفل الرسمي لتوزيع الجوائز والذي أقيم في فندق صوفيا بلقان في 10 يونيو 2023، تم اختيار الفيلم المغربي “صمت الفراشات” من بين الإنتاجات الحائزة على جوائز وحصل على الجائزة الكبرى الثالثة للمهرجان والجائزة الأولى لأفضل مخرج.
ونظرا لغياب المخرج حميد باسكيط، تم تسليم الجائزة للسيدة زكية الميداوي سفيرة جلالة الملك في بلغاريا. وأثناء افتتاح للمهرجان، أعلنت السيدة إفيميا فار، المديرة الفنية للمهرجان ومخرجة العديد من الإنتاجات، أن حفل توزيع الجوائز هذا سيُذاع في 63 دولة. واردفت قائلة انه “من المهم جدًا بالنسبة لنا أن نفكر في الصوت والسينما والمونتاج والموسيقى. ستكون هناك جوائز مخصصة لأفضل دور للذكور والإناث، ولأفضل مخرج إلخ … وسيشكل كل هذا حافزا مهما لمخرجي أفلام الرسوم المتحركة والوثائقية والأفلام الروائية والمسلسلات والأفلام الطلابية والأفلام التي تقوم النساء بإخراجها. وقالت السفيرة الميداوي خلال هذا الحفل أن “مشاركة المغرب في هذا المهرجان من خلال فيلم حميد باسكيط ” صمت الفراشات” والذي يعالج كافة أشكال العنف ضد النساء والأطفال التي تتعرض لها معظم المجتمعات، أمر مهم. علاوة على ذلك، يوجد العديد من المخرجين المغاربة الجريئين الذين يهتمون بشكل متزايد بإنتاج أفلام تتطرق الى وضعية النساء والأطفال، من منظور نقدي. فأفلامهم السينمائية كما هو الحال لفيلم حميد باسكيط، تتناول بنظرة نقدية ومبتكرة اشكاليات النساء والأطفال الذين يتعرضونللعنف والتحرش الأخلاقي والجنسي، والاستغلال الجنسي للأطفال، والعذرية، والدعارة، والأم العازبة، والزواج القسري أو المبكر، إلخ … بالإضافة الى ذلك يتم شجب بعض مظاهر سيطرة الذكور وتأثير الهياكل الاجتماعية والثقافية على المرأة، بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتجدر الإشارة إلى أن المديرة الفنية للمهرجان السيدة إفيميا فارد كانت قد أجرت عدة مقابلات خاصة مع التلفزيون الوطني البلغاري حيث تحدثت عن نسخة هذا العام من المهرجان في إطار البرنامج “اليقظة 100 في المائة”، وعلى التلفزيون”بلغاريا على الهواء”، وكذلك على الإذاعة الوطنية البلغارية.
وقد أكدت لأستوديو”بلغاريا الصباح” أنه: “من المهم بشكل خاص أن نقول إن التركيز أنصب على النساء المنتِجات وكاتبات السيناريو والمخرجات. حيث أن هذه هي المرة الثانية التي يُقام فيها مثل هذا المهرجان في بلغاريا.
واستطردت قائلة انه من المهم بمكان، معرفة تفكير النساء حول العالم وتركيز هذا التفكير في بلغاريا. وسيبث هذا الحدث مباشرة في إطار (برنامج الواقعية) وفي نفس الوقت عبر الإنترنت”. بالإضافة إلى ذلك، وبشراكة مع بلدية صوفيا ورئيس المجلس البلدي في صوفيا، السيد جورجي جورجييف، وفيإطار تنظيم مهرجان الفيلم الذهبي، واستمرارا للترويج للقضايا العادلة ، بما في ذلك البيئة والتنمية المستدامة، أقامت السيدة إفيميا فارد، المديرة الفنية للمهرجان ، برفقة السيدة السفيرة زكية الميداوي والعديد من الشخصيات البلغارية الأخرى باحداث”غابة المجد” في المتنزه “ستيودانسكي ( طلابي) “بصوفيا ، من خلال غرس مائة شجرة وأنواع مختلفة من النباتات.
وللإفادة، حميد باسكيط، مخرج هذا الفيلم، خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي. وفي رصيده رصيده زخم كير من الإنتاجات، حيث قام بإخراج العديد من الأفلام التليفزيونية مثل “فطومة” و “المتاهة” و”مكاتيب”، الذي نال بفضله جائزة أفضل مخرج في الدورة الثانية عشرة لمهرجان مكناس في الدراما التلفزيونية (2023).
كما حصل فيلمه القصير الأول “اخر صيحة” على الجائزة الكبرى للفلم القصير ضمن فعاليات مهرجان “زيفير” في نابولي بإيطاليا. كما فاز ايضا بالجائزة الكبرى للفيلم القصير في الدورة الثامنة لمهرجان لاس بالماس بإسبانيا، بالإضافة الى فوزه بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان الإسماعيلية في مصر.
خلاصة القول أن د حميد باسكيط صقل خبرته كمخرج مساعد مع بعض عمالقة المهنيين السينمائيين، مثل روبرت يونغ (أحلام الرقيق) وأندريه تيشيني (لوين). وقد حصل د باسكيط بفيلمه “صمت الفراشات”، والذي يعد أول فيلم روائي طويل له، على لقب أفضل فيلم روائي عربي في عام 2018 في الدورة 34 لمهرجان الإسكندرية المخصص لفيلم البحر الأبيض المتوسط ، وفي عام 2019 حصل على جائزة أفضل مخرج في مهرجان روما للفيلم الأفريقي.