الألباب المغربية/ بدر شاشا
مشاكل مطارح النفايات وإشكالياتها في المغرب تعتبر من بين القضايا البيئية الملحة التي تتطلب اهتماما كبيرا تعاني العديد من المدن المغربية من تراكم النفايات وتدهور البيئة الناتج عن عدم إدارة هذه المطارح بشكل صحيح.
أحد أبرز المشاكل هو الافتقار إلى تقنيات حديثة لمعالجة النفايات حيث تعتمد معظم المطارح على الطرق التقليدية مثل الطمر والحرق هذه الأساليب ليست فقط غير فعالة بل تتسبب أيضا في تلوث التربة والمياه الجوفية بالإضافة إلى انتشار الروائح الكريهة التي تؤثر على جودة الهواء وصحة السكان القريبين من هذه المطارح.
إشكالية أخرى تكمن في الفرز العشوائي للنفايات وغياب نظم إعادة التدوير الفعالة النفايات المنزلية والصناعية تخلط غالبا مما يعقد عملية إعادة التدوير ويقلل من كفاءتها هذا الإهمال يؤدي إلى فقدان مواد يمكن إعادة استخدامها وتقليل حجم النفايات التي يتم التخلص منها.
علاوة على ذلك تعاني بعض المناطق من ضعف البنية التحتية لجمع النفايات حيث لا تتوفر حاويات كافية في الأماكن العامة ولا يتم جمع النفايات بانتظام مما يؤدي إلى تراكمها في الشوارع والأحياء هذا التراكم يخلق بيئة ملائمة لتكاثر الحشرات والقوارض مما يشكل خطرا صحيا على السكان.
من جهة أخرى يواجه العاملون في قطاع جمع ومعالجة النفايات ظروف عمل صعبة وغير آمنة غالبا ما يعملون بدون وسائل حماية كافية مما يعرضهم لمخاطر صحية متعددة بالإضافة إلى ذلك فإن مستوى الأجور في هذا القطاع منخفض مما يساهم في تدهور جودة الخدمة.
للتعامل مع هذه الإشكاليات تحتاج المغرب إلى تبني استراتيجيات شاملة ومستدامة تشمل هذه الاستراتيجيات تحسين تقنيات معالجة النفايات من خلال الاستثمار في مصانع متطورة لإعادة التدوير والتحويل الطاقي من النفايات كما يجب تعزيز برامج التوعية البيئية لتشجيع المواطنين على الفرز السليم للنفايات والمشاركة في جهود الحفاظ على البيئة.
من الضروري أيضا تطوير البنية التحتية لجمع النفايات وتوسيعها لتشمل جميع المناطق بشكل منتظم وفعال يجب كذلك تحسين ظروف العمل للعاملين في هذا القطاع من خلال توفير وسائل الحماية اللازمة وزيادة الأجور.
يمكن القول إن حل مشاكل مطارح النفايات في المغرب يتطلب جهدا مشتركا بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص فقط من خلال التعاون يمكننا الوصول إلى حلول مستدامة تحافظ على البيئة وتحسن جودة الحياة لجميع المواطنين.