الألباب المغربية/ بلال الفاضلي
كثر الحديث هذه الأيام حول الوضعية الكارثية لواحات الجنوب الشرقي، مما حدا برواد منصات التواصل الاجتماعي إلى إطلاق “هشتاك” يبرز من خلاله الحالة المأساوية لنخيل واحات زاكورة ونواحيها، كما سال مداد كثير في تناول الموضوع بإسهاب، لكن كل هذا يواجه بصم الآذان، وإقامة المهرجانات..وغيرها، بالإضافة إلى تسلط لوبي على المنطقة لتهريب ثروتها المائية عن طريق زراعة البطيخ الأحمر، وهذا موضوع آخر يحمل في طياته الكثير.
وأمام هذا كله، أموال بالملايير تخصص لتنمية الواحات، لكن أين صرفت وكيف ذلك؟ هذا ما حدا برئيس جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة إلى التدخل لطرح سؤال حير الحقوقيين بالمدينة وكافة الفعاليات الجمعوية بالإقليم، تدخل قائلا: 105 مليار درهم، هو حجم الاستثمارات العمومية لوكالة تنمية الواحات وشجر الأركان في منظومتين ايكولوجيتين، الواحات والأركان، هذا ما أكده المدير العام لوكالة تنمية الواحات وشجر الأركان، في تصريح صحفي بتاريخ 5/4/2022 قبيل انعقاد المجلس الإداري للوكالة، يضيف، وفي تعليق له على هذا المبلغ قال رئيس الجمعية، مبلغ ضخم، إذ لو تمت بلورته في أوراش كبرى ومشاريع مهيكلة من المتوقع أن يحول مجال الواحات كتراث حضاري وإنساني إلى جنة فوق الأرض، وسيحول الواحات إلى قطب اقتصادي جذاب.
واستطرد قائلا: للأسف ومن خلال المؤشرات والمعطيات َالمشاهد المؤثرة أساسا، يتبين بالملموس واقع الدمار والخراب والحرائق الذي تعيشه الواحات، والتي تحولت إلى أطلال ومقابر لنخيل التمر، إضافة إلى ارتفاع نسب الفقر والبطالة والهجرة وأزمة الماء، ومعظلة الصحة بقصور ودواوير وحواضر هذا المجال البيئي الهش.
وأمام هذا الواقع تساء: أين صرفت واستثمرت هذه الميزانية الخيالية؟ ولماذا لم يكن لها أي وقع على الإنسان والمجال بالواحات؟!
وقال رئيس الجمعية: الأمر يتطلب فتح تحقيق فيما جرى لهذه الميزانية الضخمة، وكذا مطالبة المجلس الأعلى للحسابات للتدخل للتدقيق في حسابات الوكالة، َوأوجه صرف ميزانيتها بالنظر للواقع المزري الذي تعيشه هذه الواحات، وشدد على أن الصور والمشاهد تجسد الواقع الحقيقي للواحات، وما خفي أعظم. َواقع مر تعيشه المنطقة، العطش والفقر وجهان لعملة واحدة، فلا أحد من المسؤولين َالمنتخبين ترك القاعات المكيفة التي أنستهم أن هناك أناس لم يجدوا ماء ومحاصرون بالأفاعي والعقارب..