الألباب المغربية/ بلال الفاضلي
يعتبر موسم البخاري من أقدم المواسم بإقليم زاكورة الذي تحتضنه قرية تمكروت. حمل هذا الاسم لكون صحيح البخاري يختتم في العاشر من محرم بالزاوية الناصرية، تحج إلى هذا الموسم كل أتباع الطريقة الناصرية الصوفية، وجدير بالذكر، أن افتتاح قراءة هذا الكتاب تتم في منتصف شهر شعبان ليصادف الختم العاشر من محرم، لم يكن هذا الموسم منذ نشأته يحظى بما أسس من أجله، بل مساره الحقيقي الديني جثمت عليه الشعوذة بكل تجلياتها، الاعتقادات التي تسئ إلي الإسلام، كعبادة الموتى معتقدين بأنهم مصدر البركة والنجاح، طقوسا خطيرة تواكب هذا الموسم، تمس بالمعتقدات الدينية، هناك من يعتقد أن زيارة ضريح مؤسس هذا الموسم سبع مرات بمثابة حج أو عمرة، ومن بين أخطر المعتقدات أن من الزوار من يطوف على القرية، مطالبا بقضاء الحوائج، الزواج، والرزق أو ما شابه ذلك، ومما يثير الاستغراب طبق “كصعة” الكسكس، هذا الأخير لنيل حبة كسكس يجب أن تكون مفتول العضلات وهناك من يسترزق من هذا الكسكس. والآخر يبيع تراب تمكروت لزوارها مدعيا أنه يجلب البركة والشفاء، والغريب في الأمر أن هذا الموسم يحج إليه فقهاء دين، أئمة وموريدي الزاوية ويعلمون علم اليقين أن الشعوذة تجثم على المسار الحقيقي لهذا الموسم، وما يثير الاستغراب كذلك أن هذا اليوم هو يوم صيام، وتقام فيه الولائم، يحضر في ختامه السلطات المحلية، وعامل الإقليم، الأعيان، ووجهاء الإقليم.