الألباب المغربية/ نورالدين ودي
ينادي مستشار وعضو بارز ومحترم من حزب الأحرار، المصطف في المعارضة بمقاطعة عين السبع بالترافع على إخراج دار الشباب للوجود، مع ضرورة توفير المقرات ذات طابع اجتماعي ثقافي ورياضي، بإقتناء وشراء سينما قديمة، وكراء محل – يعود في القريب إلى شركة ليدك وقد سرحته -، وجعلهما مسرحا ترفيهيا ودارا للشباب ..!!
ولعل دورة استثنائية استعجالية في نهاية هذا الأسبوع، تقدم الإلتماس لمجلس مدينة الدار البيضاء لإقتناءهما.
تقديم هذه المشاريع ليس مساعدة للرئيس الحالي والتقرب منه، بل هي دعوة المستشار المعارض والدفاع على حق الساكنة وخدمة للمصلحة العامة، وإن كانت السينما معلمة تاريخية وذاكرة للمدينة وجب تبني المشروع من طرف الوزارة المعنية ونزع ملكيتها، ومقر ليدك وجب إعادة فتحه لتسهيل القرب على المواطنين حسب اتفاقية التدبير المفوض المبرمة مع الجماعة المالكة !!
كان السؤال الذي طرح نفسه بقوة: ما هو وضع المقرات الجماعية الكثيرة، والتي وزعت في عهد المجالس السابقة على جمعياتها، وأخرى وأهمها مقر الفردوس والضحى، والتي قلد الرئيس الحالي سابقيه، وقدمهم هدية لجمعياته.
ولا يعلم المستشارون مدى المصاريف من المال العام على هذه المقرات من صيانة وحراسة، ومن الإستهلاك المفرط في الكهرباء والماء، ليس ماء المسابح، بل استهلاك الماء الصالح للشرب في النوادي الرياضية..
ومما يعلم بالضرورة، أن جماعة الدارالبيضاء في أزمة مالية خانقة، تضطر إلى المديونية والقرض، وتضطر إلى بيع بعض وعاءها العقاري ومقراتها، فضلا على نزع الملكية للمصلحة العامة في الأمور الاضطرارية، ومما جعلها ترفع من الرسوم الجبائية والزيادة في بعض المنتوجات كتذكرة الترام والباص واي، وغيرها في الطريق كثير، اقتداء بالحكومة الحالية في التمويه بالتمويلات المبتكرة، وهي بيع المقرات العمومية والمؤسسات العامة كالمستشفيات ثم اكتراءها من مقتنيها ..!!
والسؤال الذي يطرح نفسه كذلك هل اقتناء مقر وجعله دارا للشباب سيقدم طوعا إلى القطاع العمومي والوزارة المختصة والمعنية للجمعيات والشباب، أم هو اسم دار الشباب بلدي جماعي فقط، ويقدم للجمعيات المعينة ويسيره الرئيس الحالي المفوض..!!؟
ولِما تتنازل المعارضة لحضور اللجنة الموضوعاتية والدورة الاستثنائية على عجل بتقديم والمرافعة من أجل قبول هذه الإلتماسات، مقابل المصادقة على التحويلات المالية للرئيس الحالي، والتي رفضت سابقا في الدورة العادية من المعارضة الأصلية والمعارضة المنشقة على الأغلبية، مع تقديم بيان توضيحي موحد لهما.
إن دلالة هذه الاقتراحات بعد ثلاث سنوات من الانتداب تؤكد أن لا برنامج ولا مخطط ولا مشروع مقدم يؤشر على انتكاسة العمل السياسي، وإحباط في تدبير العمل الجماعي وخلل في الإدارة وللأولويات والضرورات وضعف في التصور الحزبي..