الألباب المغربية/حميد حجاج
تعتبر مدينة فاس من أقدم وأجمل المدن المغربية، حيث تتميز بتاريخها العريق وثقافتها الغنية. ومع ذلك، تواجه المدينة تحديات عدة، من أبرزها مشكلة الكلاب الضالة التي تجول شوارعها وتشكل تهديدًا لسلامة المواطنين، وخاصة الأطفال.
شهدت مدينة فاس في السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في عدد الكلاب الضالة. هذه الحيوانات غالبًا ما تكون غير مملوكة لأحد وتعيش في الشوارع بدون رعاية أو تغذية مناسبة. وقد أدى هذا الانتشار إلى زيادة الشكاوى من السكان المحليين بشأن المخاطر التي تشكلها هذه الكلاب.
تشكل الكلاب الضالة تهديدًا مباشرًا لسلامة المواطنين، وخاصة الأطفال الذين يلعبون في الشوارع والأحياء. هناك تقارير متعددة عن حوادث هجوم الكلاب على الأطفال، مما يؤدي إلى إصابات جسدية قد تكون خطيرة.
تعتبر الكلاب الضالة مصدرًا للعديد من الأمراض التي يمكن أن تنتقل إلى البشر، ومنها داء الكلب (السعار)، والذي قد يكون قاتلاً إذا لم يتم علاجه بسرعة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تنقل الطفيليات والبراغيث، مما يزيد من المخاطر الصحية.
غالبًا ما تنتج مشكلة الكلاب الضالة عن قلة الوعي بين المواطنين بشأن رعاية الحيوانات الأليفة وتبنيها. يتم التخلي عن العديد من الكلاب أو تركها بدون تعقيم، مما يؤدي إلى تكاثرها بشكل غير مسيطر عليه.
تعاني المدينة من نقص في البرامج الفعالة للتحكم في تكاثر الكلاب الضالة، بما في ذلك برامج التعقيم والإخصاء، والتوعية المجتمعية.
يجب على السلطات المحلية تنفيذ برامج واسعة النطاق لتعقيم وإخصاء الكلاب الضالة للحد من تكاثرها. هذا الإجراء يمكن أن يقلل بشكل كبير من عدد الكلاب الضالة على المدى الطويل.
يجب إطلاق حملات توعية تستهدف المواطنين لتعريفهم بأهمية رعاية الحيوانات الأليفة وعدم التخلي عنها. يمكن أن تشمل هذه الحملات المدارس والمراكز المجتمعية.
إنشاء ملاجئ مخصصة للكلاب الضالة يمكن أن يساهم في توفير بيئة آمنة لهذه الحيوانات بعيدًا عن الشوارع. يمكن أن تكون هذه الملاجئ أيضًا مركزًا لتبني الحيوانات، مما يمنحها فرصة للحصول على حياة أفضل مع عائلات جديدة.
يمكن للسلطات المحلية التعاون مع المنظمات غير الحكومية المختصة برعاية الحيوانات لتنفيذ برامج فعالة ومستدامة لمعالجة المشكلة.
تعتبر مشكلة الكلاب الضالة في شوارع مدينة فاس تحديًا كبيرًا يتطلب تعاونًا مشتركًا بين السلطات المحلية والمجتمع المدني. من خلال تبني حلول مستدامة وتوعية المجتمع، يمكن الحد من المخاطر التي تشكلها الكلاب الضالة وضمان سلامة المواطنين، وخاصة الأطفال، في المدينة.