الألباب المغربية/ شيماء فوزي
من فنون الإعلام حلقة مفقودة في سلسلة تعلم دروسه، تكاد تكون مغيبة في حجرات الدرس لدارسي مهن الإعلام في مختلف المعاهد والمؤسسات المتخصصة، الصانعة لإعلامي ذا كفاءة عالية وقدرة على فهم واستيعاب ما يجري في كل الحقول التي تلامس هموم وانشغالات المواطن.
وهذا الأخير تحديدا، أضحى في المغرب ضرورة عند الصحفي المهني، تستدعي البحث والتنقيب كمكملات أساسية ومرتكزات للرؤية الإعلامية العالية، التي تميز بها الإعلام المغربي الممثل في مختلف المنابر الإعلامية المكتوب والمرئي والمسموع، حد بلوغ أعلام وأقلام سامقة في كل الأجناس الصحافية …
ومن هذا المنطلق المعتمد أساسا على فهم فلسفة ذات الآخر فردا أو داخل جماعة، ترسخت للإعلامي المغربي ثقافة فيما يعرف “بثقافة الجماهير” وصار من السير دحض كل ترامي إعلامي يمس سمعة البلد وأرضه، وصحرائه.
الأخيرة التي سعى أبناء الجيران أكثر من مرة، العزف على ورقة حسم فيها عاهل البلاد نصره الله إلى جوار شعبه الوفي، أن الصحراء أرض مغربية وستبقى مغربية رغم أنوفهم، وأن الآلة الإعلامية الهشة للجارة تعاني من انكماش الرؤيا وكسور شديدة على مستوى جسمها الإعلامي في غياب أخلاق الإعلام، كما يحتاج دراسة سنوات طوال لبلوغ الركب الإعلامي المغربي العالي التكوين والقدرة على احتواء الإشاعة ومهارات الرد عليها وتسفيه صناعها لغاياتهم المفضوحة في العراء، ومع ذلك لا يرد غير وقت ما يستوجب ذلك درءا للشبهات وفضح ألاعيب الإعلام الجار، الذي يثنينا عنه الحياء والعروبة والإسلام، التي لم يقدروها أحسن تقدير، واختار المجلس العسكري لا اختيار الشعب الجزائري، استمرار إشعال الفتن في عز شيخوختهم.
إن المغرب ملكا وشعبا وحكومة، سيبقى وفيا لمبادئه، عاقلا متعقلا في تحركاته وحركاته الإعلامية وقراراته السيادية السياسية، وخصوصا في ملف صحرائه التي هي جزء من ترابه ووطنه، ومهما تعددت الأساليب التضليلية وتنوعت الأكاذيب، فلن تكون ذا تأثير في المواقف الشجاعة شيء… بل تزيد من صلابتها حد استحالة اختراقها.
وفي الشق الإعلامي؛ المغاربة أسياد في استيعاب مرامي الآخر، عند كل حركة مكتوبة أو مرئية يقوم بها إعلام أبناء جلدتنا المدفوع من طرف مول الدبابة العسكرية، دون الخوض في أخلاقيات المهنة التي لم يتذوق طعمها قلم الجارة، على منهاج العادة، رغم إدانة الإعلام العربي وشهد أن تقوم به ينافي ما تعاقد عليه العرف الأخلاقي لهذه المهنة النبيلة الأصل، التي سعى الآخر القفز عليها بدم بارد، انتصارا لديمومة نزاع مفتعل وردا لجميل المغرب وما قدمه من تضحيات جسام، ليعيش الشعب الشقيق حرا مستقلا… ولا يزال يحب الخير لهذا الشعب، وإن اختار حكامه نقيض ذلك.