الألباب المغربية/ أمال اكليل
نظم رواق جامعة الحسن الثاني، ومركز ابن بطوطة للدراسات والأبحاث العلمية والاستراتيجية، زوال اليوم الأحد 12 ماي 2024، ضمن فعاليات الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، لقاء علميا ثقافيا حول موضوع: “المبادرة الملكية الأطلسية لتعزيز مكانة إفريقيا في الاقتصاد العالمي”، من إلقاء الأستاذ حسن عبيابة، وتسيير الأستاذ محي الدين محمد، وذلك بقاعة الحوارات.
يأتي هذا اللقاء في إطار تعزيز هذه المبادرة والدفع بالمشاريع الاستراتيجية الكبرى للمملكة المغربية باعتبارها نموذج ربط بلدان الساحل بالمنافذ البحرية المغربية، فالمبادرة الأطلسية هي فضاء للتواصل الإنساني والتكامل الاقتصادي والإشعاع القاري والدولي.
وبعد افتتاح الجلسة والبسط للموضوع من قبل مسير الجلسة الأستاذ محي الدين محمد، الذي أكد فيها على سبق الأستاذ حسن عبايبة في الفرش لهذه المبادرة، إذ يعتبر علما من أعلام الفكر والثقافة التي ينبغي للمغرب أن يفتخر بها، وأن جامعة الحسن الثاني هي شاهدة على عطائه الدائم وتشذره واندماجه، فهو أستاذ أعطى في مجال الجغرافيا كثيرا، وأشرف على العديد من البحوث الجامعية، وواكب مختلف المحطات التاريخية التي مر منها المغرب، فهو سباق في كل ما هو جديد على مستوى البحث العلمي.
إننا أمام تحول تاريخي واستراتيجي نهجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس للدفع بالمغرب إلى الأمام وجعل أفريقيا مزدهرة، فالمبادرة الملكية الأطلسية لتعزيز مكانة أفريقيا في الاقتصاد العالمي، فالمغرب في عروقه الإفريقية لم يطرح هذا المشروع ولكن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أطلق هذا المشروع بدءا من الوجود البنكي والتأميني بإفريقيا واستراتيجية خط أنابيب الغاز بين المغرب – نيجيريا، وغيرها من المشاريع المهمة، هذه الاستراتيجية تجعل من المغرب قطبا تنمويا رائدا بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
ومن تم تناول المحاضر حسن عبيابة تيمة موضوعه، فقدم الشكر لمقدمه وانخرط في مداخلته، حول المبادرة الأطلسية باعتبارها مسارا جيو سياسي يربط القارة الإفريقية ثقافيا وتنمويا عبر تاريخها لأن تاريخها وجغرافيتا ومكوناتها تجمع كل هذه البلدان؛ فأكد بداية على جدة الموضوع وأهميته، فمن خلال المبادرة الأطلسية سيتحول العالم تحولا جديدا، فالحروب القائمة بين مجموعة من الدول في مختلف أنحاء العالم، فوسط هذه الحروب تولد الأفكار ومن بينها فكرة أو مبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي أحيا المحيط الأطلسي بعدما كان مهملا، حيث أضاف أربع دول كانت حبيسة بمساحاتها الشاسعة ومواردها البشرية وثرواتها الطبيعية الهامة إلى مبادرة الدول المطلة على المحيط الأطلسي، وهي مبادرة أشادت بأهميتها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والدول الإفريقية ودول الخليج، وانخرطت فيها عمليا بلدان الساحل المعنية، خاصة وأنهما تعد الحل الوحيد لمحاربة ومواجهة ظاهرة الإرهاب عبر التنمية.
إنها مبادرة خلاقة وجبارة، فكيف نستفيد منها وكيف نفهمها؟
ومن أجل فهم هذه المبادرة والاستفادة منها، ينبغي علينا أن نبدأ من خطب جلالة الملك التي تعتبر دستورا كاملا لمغرب رائد ومتجدد، فعندما قام الأستاذ حسن عبيابة بتحليل خطابات الملك وجد أن الدستور المغربي ينص على تقوية العلاقات مع البلدان الأفريقية ودول الساحل والصحراء، وأن المغرب مستقبلا سيكون بمثابة فضاء وصل بين أفريقيا وأوربا؛ فالهدف من هذه المبادرة هو توسيع الدول الإفريقية، وهذا ما يدعوا إلى الانخراط ماديا ومعنويا فهي ليست مبادرة لإفريقية فقط، بل هي مبادرة للجميع.
ختم هذا القاء العلمي الثقافي، بدعوة كل المثقفين والأساتذة والطلبة إلى الانفتاح على هذه القارة في الدراسة والأبحاث، وأن نكون جنود مجندين للدفاع عن هذه الاستراتيجية، لأن هناك خصوم يحاولون تدمير هذا المشروع، فينبغي إعمال العقل والتفكير الإيجابي والبحث والاكتشاف لإنجاح هذه المبادرة الاستراتيجية لإحياء المحيط الأطلسي.