الألباب المغربية
دعا وزراء الفلاحة وممثلو المنظمات ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية، المشاركين أمس الاثنين 22 أبريل الجاري بمكناس، في المؤتمر الوزاري السنوي الرابع لمبادرة “تكييف الفلاحة الإفريقية” إلى التعجيل بالزيادة في التمويلات المخصصة لمكافحة التغيرات المناخية.
وأبرز هؤلاء المسؤولون، خلال هذا المؤتمر الذي ينعقد تحت شعار “التمويلات المبتكرة لتسريع تكيف الفلاحة الإفريقية مع المناخ”، على هامش الدورة الـ16 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، أن هذا التمويل يظل الحافز الكبير للعمل المناخي من أجل دعم البلدان النامية في مكافحتها للتغيرات المناخية، وفي انتقالها نحو الطاقات النظيفة، وتنفيذ مخططاتها الوطنية، وكذا في جهودها للتكيف مع التغير المناخي.
وأكدوا، في هذا الصدد، على “أهمية إصلاح الهيكلة المالية متعددة الأطراف، وتسريع تحديد مصادر تمويل جديدة ومبتكرة، وفقا للتوصيات الصادرة عن مؤتمر الأطراف بشأن تغير المناخ “كوب 28”.
كما أوصى المسؤولون بالتأكيد على ضرورة تطوير المعارف المتصلة بالمناخ، والتحلي بطموح أكبر في مجال التخفيف والتكيف مع التغير المناخي، وتطوير أنظمة لدعم القرارات المرتبطة بالمناخ، علاوة على توفير بيانات علمية دقيقة ومفصلة للتوجيه في مجال تدبير الآثار الفورية والبعيدة المدى للتغيرات المناخية.
وشددوا، في هذا الصدد، على ضرورة إيجاد أنظمة جيدة للإنذار المبكر والاستعداد الأمثل للمخاطر للوقاية من الكوارث المناخية.
وبالموازاة مع ذلك، أشاد المسؤولون بالتقدم الكبير الذي حققته مبادرة “من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية”، في تنفيذ إجراءاتها المتعلقة بتعبئة الموارد من أجل التقدم العلمي والتكنولوجي في خدمة تكيف الفلاحة الإفريقية مع التغير المناخي والدعوة إليها في الهيئات الدولية والقارية.
وشجعوا هذه المبادرة على مواصلة جهودها، لا سيما في مجال تطوير مخططات الاستثمار في الفلاحة القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ، وإقامة شراكات استراتيجية لتعبئة التمويل لفائدة البلدان الإفريقية، والدعوة لصالح تكييف الفلاحة الإفريقية، في إطار المؤتمرات المقبلة للأطراف والهيئات واللجان المتخصصة للاتفاقية الإطارية.
و شددوا على أهمية تشجيع الانسجام بين المبادرات الإقليمية مثل مبادرة أبيدجان ولجان المناخ الثلاث لإفريقيا المنبثقة عن قمة مراكش 2016 (لجنة حوض الكونغو، ولجنة منطقة الساحل، ولجنة الدول الجزرية)، داعين الى تظافر الجهود وتنسيق الإجراءات لتعزيز القدرة الإفريقية على الصمود في مواجهة تغير المناخ والمساهمة في التنمية الشاملة والمستدامة في إفريقيا.
ومن جهة أخرى، أجمع وزراء الفلاحة وممثلو المنظمات ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على أن تكيف الفلاحة الإفريقية مع تغير المناخ يمثل ليس فقط ضرورة حتمية لصمود القارة، بل أيضا فرصة فريدة لتنميتها الاقتصادية، وخلق فرص الشغل، مشيرين إلى أنه من خلال الاستثمار في الفلاحة المستدامة والقادرة على الصمود، والمنتجة، يمكن تحفيز النمو الاقتصادي والحد من الفقر وتوفير آفاق المستقبل للشباب الافريقي.
وأشاروا إلى أن تحول الفلاحة الإفريقية يجب أن يكون في صميم استراتيجيات التنمية ويستفيد من التمويلات الملائمة مع مستوى التحديات، مذكرين بأن الأمن الغذائي والتغذية أضحى تحديا كبيرا للقارة الإفريقية، وأن تغير المناخ يهدد بجعل الوضع أسوأ، من خلال تعطيل الإنتاج الفلاحي والنظم الغذائية.
وفي مواجهة هذا التحدي، جدد هؤلاء المسؤولين تأكيد التزامهم بتعزيز النظم الفلاحية والغذائية المستدامة، والصامدة، والشاملة، والتي تضمن حصول الجميع على الغذاء الكافي والصحي والتغذية.
وتعرف الدورة الـ 16 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، المنعقدة إلى غاية 28 أبريل الجاري تحت شعار ” المناخ والفلاحة: من أجل نظم إنتاج مستدامة وقادرة على الصمود “، مشاركة ما يقرب من 70 دولة، منها إسبانيا كضيف شرف، و1.500 عارض.
كما ينتظر أن تسجل هذه التظاهرة الفلاحية الهامة، التي تقدم برنامجا غنيا يتضمن 40 ندوة ومائدة مستديرة حول مواضيع هامة ذات راهنية، توافد أزيد من 950 ألف زائر.
تحرير: مصطفى طه