الألباب المغربية/ سعيد آيت حمو
تقع الصحراء المغربية جنوب المملكة، جنوب إقليم طرفاية، تقدر ساكنتها بحوالي 604000 نسمة موزعة على 266000 كلم²، أي بكثافة 2،3 نسمة/ كلم². تغير وضعها السياسي منذ رحيل الإسبان سنة 1976، لكن وضعها التاريخي لم يتغير.
بمنطق “خاسر/ خاسر” عوض “رابح/ رابح” وبنية البئيس تشبعت الجزائر بعقيدة العدمية وبتوجه البلطجي وأسست لنزعة انفصالية، غذتها بما ورثته من الشيوعية الهجينة وفلسفة المعسكر الشرقي الذي كان يئن تحت نظرية المؤامرة ووهم ديمقراطية الكتلة، بل سهرت على توفير وضمان كل الوسائل اللوجستيكية، والأسلحة، كما استجدت دول الجوار المخدرة آنذاك بالتوجه الشيوعي كدولة ليبيا ودولة مصر، إضافة إلى كوبا وغيرها من الدول… وصل الخبث بهذه الدولة إلى المشاركة بجيوشها في الحرب الدائرة بالصحراء المغربية وكلنا نعلم ما وقع بأمكالة وكيف طردت الفيالق الجزائرية من هناك… بل توسل الرئيس حسني مبارك للراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه كي تسمح القوات المسلحة الملكية بتراجع الجيوش الجزائرية التي كانت محاصرة هناك…
ما يهمنا في هذا الموضوع هو تاريخ الصحراء ما دام المجال العسكري محسوم في أمره لإعتبارين: عدالة القضية الوطنية وقداسة الوحدة الترابية من جهة وكفاءة القوات المسلحة الملكية وإحترافيتها.
إن التاريخ لا تمحيه الممارسات المشينة للدول المارقة ولو جندت كل إمكانياتها، من كل بقاع العالم، وعبر العصور، تصل للأجيال، مهما توالت وتعاقبت، ما صنعه أجدادهم وسلفهم، من غزوات البيزنطيين وتوسعات الفينيقيين، ومن حضارة الإغريق بأعمال فيتاغوراس وسقراط وأفلاطون و….، مرورا بإمبراطورية الرومان والحروب الصليبية والفتوحات الإسلامية وفتح الأندلس وسقوط غرناطة والحربين العالميتين الأولى والثانية وحرب الكوريتين والعدوان الثلاثي وحرب أكتوبر و….. والمسيرة الخضراء… “الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله…. شعبي العزيز… قال الله تعالى في كتابه الحكيم، قل جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا، فعلا شعبي العزيز جاء الحق، وعصعص الحق…. إلخ..”، كان هذا مطلع خطاب المغفور له الحسن الثاني الذي فتح الباب لاسترجاع الأقاليم الصحراوية بعد رد محكمة العدل الدولية على مذكرة المغرب…. كان الرد بأجوبة واضحة: صلاحية المحكمة للبث في الموضوع، لم تكن الصحراء أرضا مواتا، وأخيرا روابط البيعة التي كانت دائما موجودة بين المغرب والصحراء. كانت هذه النقط الثلاث بمثابة الضوء الأخضر أعطي للوطن كي يسترجع أراضيه، وهذا ما كان بعدما تحركت المسيرة الخضراء معلنة بداية مسيرة النماء والتنمية بأراض كان الجميع يعتبرها قاحلة إلى أن أثبت المغاربة عكس ذلك.
علاقة الصحراء بالإمبراطورية الشريفة تعود لقرون خلت. ففي مطلع القرن الحادي عشر 1048 ميلادية التحق أمازيغ صنهاجة من غرب الصحراء بالمالكي عبد الله ابن ياسين لإعطاء انطلاقة الدولة المرابطية التي جعلت من مراكش عاصمة لها والتي فتحت الأندلس بعد توحيد كل قبائل الصحراء وكل قبائل باقي المغرب..
خلال القرن السادس عشر تمكنت بعض الجيوش البرتغالية والإسبانية من التمركز ببعض السواحل الأطلسية للصحراء لكن مقامهم لم يعمر طويلا حيث طردوا من هناك إلى أن ظهرت توصيات مؤتمر برلين حيث وضعت إسبانيا الصحراء المغربية تحت وصايتها سنة 1884 م.
يتبع…