الألباب المغربية
تم اليوم الخميس 23 نونبر الجاري، إعادة افتتاح متحف الروافد دار الباشا بمراكش أمام الزوار، بعد خضوعه لأشغال الترميم أشرفت عليها المؤسسة الوطنية للمتاحف، وذلك بسبب الأضرار التي أعقبت زلزال 8 شتنبر الماضي.
وتميز افتتاح هذا الفضاء المتحفي الرمزي للمدينة الحمراء، بتنظيم معرضين تحت عنوان “فن من نحت الزمن ..الخشب بكل أشكاله” و”عالم فاطنة كبوري”، وذلك بحضور والي جهة مراكش آسفي، فريد شوراق، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، المهدي قطبي، ورئيسة “مؤسسة ألف” بريزة الخياري، بالإضافة إلى شخصيات أخرى من عوالم الثقافة والفن.
وخُصص المعرض الأول لعرض مجموعة من القطع التي تعكس مهارة الصناع المغاربة الذين أبدعوا في فن الخشب، كما يسلط الضوء على تنوع تقنيات الحرف اليدوية وغنى زخارفها، وكذا على أهمية الخشب في العمارة والأثاث وفي الحياة اليومية للمغاربة ككل.
ويشكل هذا المعرض فرصة للسفر عبر التاريخ لمعرفة كيفية تحول الخشب من مادة طبيعية إلى قطع فنية تشهد على تعبير ثقافي فريد.
أما المعرض الثاني فقد خُصص لأعمال الفنانة التشكيلية فاطنة كبوري التي تعد من أهم الفنانات العصاميات إلى جانب الشعيبية طلال وفاطمة حسن فروج.
وأبدعت فاطنة كبوري لوحات فنية فريدة حبلى بالألوان تكشف مشاهد منتقاة من المناطق القروية، منها ما يصور مناسبات مستوحاة من التقاليد المغربية كحفلات الزفاف والعقائق ولحظات من الحياة اليومية. ويدعو كل عمل من أعمالها الفنية الجمهور إلى عالم مألوف وساحر على حد سواء، نابع من الثقافة الشعبية للبلاد.
ويحتفي هذان المعرضان بإبداعات الحرفيين والفنانين وبأهمية الفن كمصدر أمل للإنسان.
ويأتي إعادة افتتاح هذا المتحف بعد إعادة افتتاح متحف ساحة جامع الفنا، مما يجسد التزام المؤسسة الوطنية للمتاحف بالمساهمة في جهود المحافظة والنهوض بالجانب السياحي والثقافي والفني للمدينة الحمراء، على الخصوص، بعد زلزال الحوز الذي طال عدة أقاليم من المملكة.
وأعرب المهدي قطبي، في تصريح للصحافة، عن سعادته بتمكن المؤسسة الوطنية للمتاحف من افتتاح مجددا هذا الفضاء الذي يعتبر “جوهرة” للمعمار والحرف المغربية، مشيدا بالعمل الممتاز الذي أنجزته الفرق المكلفة بترميم المتحف بعد الزلزال.
وقال ” إننا نقتفي المسار الذي نهجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس لنتمكن من المشاركة في هذا التضامن. لقد كانت المؤسسة الوطنية للمتاحف مثل كل المغاربة، معبأة لتقديم المساعدة ودعم مواطنينا وهذه المدينة الرائعة مراكش”، معربا عن شكره ل”مؤسسة ألف” على المساعدة المالية التي قدمتها لإنجاز عملية الإصلاح والترميم وجعل هذا المتحف ومتحف جامع الفنا قادرين على استقبال زوارهما
وخلص قطبي إلى القول “سنواصل العمل حتى يتمكن متحف دار سي سعيد للنسيج والزرابي من فتح أبوابه للزوار وبالتالي إغناء هذه الفضاءات المتحفية بزيارات المغاربة و السياح الأجانب، الذين يأتون لزيارة بلدنا الغني والرائع“.
من جانبها، ذكرت رئيسة “مؤسسة ألف”، بريزة خياري، بمهام هذه المؤسسة والدور الذي تضطلع به بشكل خاص، من خلال منح مساعدة مالية لإعادة تأهيل ثلاثة متاحف بمراكش.
وبعد أن ذكرت بتوقيع اتفاقية شراكة مع المؤسسة الوطنية للمتاحف لإعادة تأهيل وترميم المتاحف المتضررة من زلزال الحوز، أعربت السيدة خياري عن سعادتها برؤية متحف دار الباشا الذي يعد تراثا فريدا للملكة، يفتتح أبوابه مجددا.
وأكدت على أن “المتاحف المتأثرة بالزلزال تعد في غاية الروعة لأنها تعكس جمال ورونق الفن والتراث والصناعة التقليدية المغربية، وتعتبر كنزا يجب التعريف به على المستوى العالمي“.
وسيتمكن زوار متحف الروافد دار الباشا من الاستفادة من لحظات الاسترخاء والاستكشاف في فضاء “مقهى الباشا” الذي أُعيد افتتاحه أيضا والذي يمتد إشعاعه اليوم في العالم وينقل الزائر له في رحلة عبر نكهات أنواع القهوة المقدمة داخل فضاء تاريخي مليء بالتراث المادي واللامادي.