الألباب المغربية
أكد منظمو المهرجان الدولي لفن الفيديو، أمس السبت 11 نونبر الجاري بالمركب الثقافي محمد زفزاف بالدار البيضاء، خلال حفل اختتام الدورة 29 للمهرجان، أن هذه الدورة أوفت بكافة وعودها وأن الحصيلة تعد جد إيجابية.
وقال المنظمون في كلمات خلال حفل الاختتام، إن هذه الدورة التي تصادف الذكرى الثلاثين على تأسيس المهرجان، قدمت طبقا فنيا غنيا ومتنوعا لكافة عشاق وهواة فن الفيديو والفنون الرقمية من المغرب والخارج.
وأبرز المتدخلون، أن العمل سيتواصل مع مختلف الشركاء من أجل تطوير المهرجان والمضي به قدما، مشيرين إلى أن إسبانيا ستكون ضيف شرف الدورة المقبلة من المهرجان والتي سيتم خلالها تسليط الضوء على التعاونات الفنية والإبداعات المشتركة في فن الفيديو والفنون الرقمية بين المغرب واسبانيا.
وأكد رئيس المهرجان، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك، أن حصيلة هذه الدورة تعد جد جيدة، مشيرا إلى أنه على امتداد خمسة أيام قدم المهرجان لجمهوره حوالي 11 أداء سمعي بصري، وخمس تنصيبات عن العوالم الافتراضية والمعززة، وخمس ورشات وأربعة عروض بصرية وندوة علمية عرفت مشاركة متخصصين في المجال.
وأبرز الحضري، أن هذه الدورة حاولت أن تجوب مناطق مختلفة من الدار البيضاء، من خلال توزيع البرنامج على عدة فضاءات بالمدينة، مؤكدا أنه سيتم العمل في الدورات المقبلة على تعزيز الحيز الثقافي لهذا المهرجان ليشمل أحياء وفضاءات جديدة في الدار البيضاء، للتعريف بشكل أكبر بهذا الفن وتقريبه من مختلف الفئات.
من جهته، أبرز مجيد سداتي، المدير الفني للمهرجان، في تصريح مماثل، أن دورة هذه السنة تتميز بكونها تصادف الاحتفاء بالذكرى الثلاثين على تأسيس المهرجان، مؤكدا أن تواجد المهرجان لثلاثة عقود من الزمن “يعني الكثير من الأشياء، أولها كوننا ربحنا الرهان بتمكننا من الحفاظ على المهرجان وضمان استمراريته طوال هذه الفترة“.
ويتعلق الأمر أيضا، يضيف سداتي، بكون هذا المهرجان الدولي “تمكن من فرض تعبير فني جديد، والمتمثل في فن الفيديو والفنون الرقمية، في المشهد الفني بالمغرب”، مبرزا أن “مجموعة من الشباب أصبحوا اليوم يمارسون هذه الفنون وخير دليل على ذلك العرض الافتتاحي للمهرجان الذي كان مغربيا مائة بالمائة، وجمع بين الفنون الرقمية والرقص“.
واعتبر في السياق ذاته، أن حصيلة هذه الدورة كانت إيجابية للغاية، مشيرا إلى أنه في ما يخص الجانب الفني قدم المهرجان مجموعة من الإبداعات الجديدة بعضها يتم عرضه لأول مرة، وبالنسبة للجانب البيداغوجي الذي “يعتبر محوريا” بالنسبة للمنظمين، تم تأطير ورشات خصت أساسا الروبوتيك والواقع الافتراضي والواقع المعزز، لفائدة أزيد من 160 طالبا، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك، والمدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء، والمدرسة الوطنية العليا للفن والتصميم بالمحمدية.
وفي ما يهم الجانب العلمي، يضيف السيد سداتي، تم تنظيم ندوة بحضور فنانين ومتخصصين في المجال، تم خلالها تسليط الضوء على تاريخ الفيديو منذ ظهوره سنة 1963 إلى يومنا هذا، باعتبار أن هذه الدورة تزامنت مع الاحتفال بالذكرى ال60 على ظهور فن الفيديو.
من جهة أخرى، تميز حفل الاختتام، بتقديم عرضين من فن الفيديو، ويتعلق الأمر ب“SiNaPS VR” وهو أداء لفرقة إسبانية يجمع بين الواقع الافتراضي والرقص والموسيقى، فيما الأداء الثاني من كندا يحمل عنوان “ECHO CHANBRE”، ويتعلق هذا العرض المنفرد من أداء الفنان الكندي مارتان ميرسيي، بأداء سمعي بصري يقدم لوحات مختلفة.
تجدر الإشارة، أن هذه التظاهرة، التي تنظمها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك – جامعة الحسن الثاني تحت شعار “من شريط الفيديو إلى الذكاء الاصطناعي”، سمحت للجمهور باكتشاف برنامج غني ومتنوع في عدة فضاءات بالدار البيضاء: كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، المركب الثقافي محمد زفزاف المعاريف، المركب الثقافي مولاي رشيد، المعهد الفرنسي للدار البيضاء، المركز الثقافي الأمريكي، مركز الفنون/ مرسم، معهد سرفانتيس، لوزين والمدرسة العليا للفنون الجميلة.
ويجمع المهرجان كل سنة عشاق التجديد، والإلهام، والمولعين باكتشاف عوالم الاندماج بين الفن والتكنولوجيات الجديدة.