الألباب المغربية
جرى أمس الخميس 09 نونبر الجاري، في لقاء نظمته جمعية “أنوار” وسينما ريتز بالدار البيضاء، تقديم كتاب بعنوان “من الجن إلى التحليل النفسي، مقاربة جديدة للممارسات التقليدية والعصرية”، للطبيب والمحلل النفسي جليل بناني.
يقدم هذا الكتاب الصادر باللغة الفرنسية عن دار نشر “les presses du réel” في 165 صفحة من الحجم المتوسط، تحليلا عميقا للممارسات التقليدية التي توصف ب”الشعبية” في معالجة الأعراض التي تظهر لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية.
وجاء في مقدمة الكتاب، أن “العادات الشعبية قد تبدو غير معقولة لكنه، وحسب السياقات، يمكن للممارسات والمعتقدات غير المنطقية أن تغذي مقاربة منطقية“.
ومن خلال نقل التحليل النفسي إلى سياق ثقافي ولغوي مختلف عن نظيره في أوروبا، يكتب المحلل النفسي أنه تمكن من “الإنصات إلى الذاتيات الإنسانية وتحليل السلوكات اللاواعية والمعاناة والاضطرابات البدنية في سياق تكونها”، مؤكدا أن “أهمية هذا العمل تكمن في اقتراحه مقاربة جديدة تأخذ بعين الاعتبار إسهام التقاليد بالمنطقة المغاربية والتطورات النظرية التي تمت بلورتها في الغرب“.
وأوضح الكاتب في تصريح صحفي، أن هذا العمل المخصص للتحليل النفسي هو تفكير نظري تولد عن الممارسة، مؤكدا أنه باعتباره محللا نفسانيا تلقى تكوينا علميا، لاحظ أن “وجهة النظر العلمية لا تأخذ بشكل كاف التقاليد بعين الاعتبار“.
وأضاف أن التقاليد المغربية لها معارفها وذاكرتها الخاصة، التي تنتمي إلى اللغة والثقافة، مستشهدا بمثال الأشخاص الذين يقولون إنهم مصابون بمس، موضحا أن هذا له معنى يشير إلى أشياء كونية عميقة ولا يمكن اختزالها في تصنيفات علمية.
وأوضح الكاتب، أنه “عندما نقول إن شخصا ما عصبي أو مصاب بالفصام، فإن ذلك لا يعكس معيش الناس، وبصفتي محللا نفسيا أنصت إلى كل المعتقدات“.
تجدر الإشارة، أن جليل بناني، طبيب ومحلل نفسي بالرباط، وهو صاحب العديد من المؤلفات من قبيل “الجسد المشتبه به” (1980) و”التحليل النفسي في بلاد الإسلام” (2008)، و”طبيب نفسي بالمدينة” (2013).