حمودة ويدير
رحلت سنة 2022 ولكن طبعت بحروف من ذهب علامة استثنائية من كبار رجال المغرب بصموا بصمة يفتقدها أغلبية الشباب: “اهتموا بالوالدين وديروا النية” والله لن يخيبكم. هذا درس لقنوه أسود الأطلس لمن يهينون ويشتمون ويعنفون أمهاتهم أو بالأحرى والديهم حتى لا ننسى الأب. الأسود أعطوا أحسن تمثيل في الرياضة والأخلاق وحسن المعاملة مع الوالدين وهي الصفة الإنسانية والإسلامية التي أوصانا بها الدين الإسلامي الذي نفتخر به كمسلمين والذي أوصانا به الخالق جل جلاله في آياته: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } رغم أن المنتخب المغربي قد ضم 14 لاعباً من أصل 26 ولدوا خارج أراضي المملكة؛ اثنان منهم وُلدا في إسبانيا، وأربعة في هولندا، وثلاثة في فرنسا، وثلاثة آخرون في بلجيكا، وواحد في إيطاليا وآخر في كندا.
أثبت المنتخب المغربي لكرة القدم، أن العالم يعيش نسخة مونديالية استثنائية، وبطولة تحمل قيمًا ورسائل عربية وإسلامية سامية، وفق ما حرصت الدولة المنظّمة للتظاهرة “قطر” على تكريسها منذ أول أيام البطولة.
فإلى جانب الإنجاز الرياضي الغير مسبوق الذي سُجّل على أرض عربية بوصول أسود الأطلس للمربع الذهبي، كأول منتخب عربي وأفريقي يبلغ هذا الدور؛ فإن تفوّق منتخب المغرب رافقته رسائل وقيم نقلت عبر العديد من المشاهد والصور التي جابت العالم، وتفاعل معها الملايين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
خطف نجم المنتخب المغربي سفيان بوفال الأضواء بعد الفوز على البرتغال، إذ اختار مشاركة فرحة الإنجاز التاريخي مع والدته، وراقصها أمام العالم.
وتناقل الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر العالم صورًا ومرئيات تُظهر النجم المغربي وهو يراقص أمه، التي كانت ترتدي “جلابة” مغربية يسيرة، والفرحة تعلو محياها.
وقبل بوفال، تصدّرت صورة تقبيل النجم أشرف حكيمي لوالدته بعد مباراة بلجيكا المشهد في أولى أيام المونديال، ولقيت تفاعلًا كبيرًا من قِبل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وقد نشرها النجم المغربي على حسابه بتويتر، وعلّق عليها قائلًا “أحبك أمي”. ويحرص العديد من النجوم المغاربة على التوجّه للمدرجات لعناق أمهاتهم وآبائهم بعد كل مباراة، في مشاهد لافتة في هذا الحدث العالمي.
يرى العديد من المتابعين أن هذه الصور أعادت الاعتبار لقيم العائلة، في ظلّ حملات تحاول التسويق لمفاهيم وأفكار تخالف تقاليد المنطقة وأعرافها. نتمنى أن تعم دروس هذه الأيادي البيضاء (الركراكي وأبناؤه) على مستوى كل المؤسسات الوطنية والمحلية والسياسية، لإعادة بناء مؤسسات الروح والقانون.