الألباب المغربية/ عزالدين بورقادي
في خطوة مهمة نحو إنهاء أزمة دامت 327 يوماً، وقعت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، مساء أمس الخميس، محضر تسوية مع كل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية. المحضر الذي جرى تحت إشراف مؤسسة وسيط المملكة تضمن استجابة لغالبية مطالب الطلبة، ويُعتبر خطوة هامة نحو حل الأزمة التي أضرت بمسار التكوين في كليات الطب والصيدلة في المغرب.
اجتمع أعضاء اللجنة الوطنية لطلبة الطب، مساء يوم الثلاثاء الماضي، لمناقشة مقترح وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عزالدين ميداوي، والذي تم التوصل إليه عبر مؤسسة وسيط المملكة، هذا المقترح تم عرضه على الطلبة صباح الأربعاء، ومن ثم خضع للتصويت من قبلهم، حيث أبدى الطلبة تضامناً مع زملائهم في السنة الأولى، مما دفعهم للمشاركة في التصويت على الاستمرار في المقاطعة من عدمه.
عملية التصويت التي جرت في مختلف مدن المملكة، حيث توجد كليات الطب، شملت صناديق اقتراع تقليدية بالإضافة إلى استمارات إلكترونية خاصة بكل كلية، انتهت عملية التصويت ظهر يوم الخميس، حيث أُعلن عن موافقة أغلبية الطلبة على مقترح وزير التعليم العالي.
أهم بنود الاتفاق:
- إلغاء تطبيق القرار الوزاري: تم الاتفاق على عدم تطبيق القرار الوزاري الصادر في الجريدة الرسمية عدد 7177 بتاريخ 13 مارس 2023، على الأفواج الأربع السابقة. هذا القرار سيُطبق فقط على فوج 2023/2024، على أن يخضع الطلبة الجدد للقرار الساري المفعول بدءاً من تاريخ التحاقهم بكليات الطب، وقد تم تعديل القرار ليتيح للطلبة الاستفادة من تدريبات سريرية اختيارية قد تصل إلى سنة، مع إسناد شهادات معترف بها عن كل فترة تدريبية.
- التكوين في طب الأسرة: جرى الاتفاق على إعادة برمجة تدريبات التكوينات الخاصة بالسنة السادسة بحيث تمتد لتشمل 44 أسبوعاً، كما تم تضمين تدريب تخصص طب الأسرة في البرنامج التدريبي للطلبة.
– رفع التعويضات المالية: نص الاتفاق على زيادة التعويضات المالية التي يتلقاها الطلبة، حيث تم تحديد زيادة تصل إلى 1200 درهم بالنسبة للسنوات الثالثة والرابعة والخامسة، و 2400 درهم بالنسبة للسنة السادسة والسابعة وفترة التدريب التكميلية.
- رفع القرارات التأديبية: تم الاتفاق على رفع جميع القرارات التأديبية الصادرة ضد الطلبة، على أن تقوم الكليات باتخاذ الإجراءات المناسبة بغرض تسريع التفعيل الخاص بهذا القرار في الأيام المقبلة.
- مستقبل السنة السادسة: وُضع في الاتفاق شرط عدم اتخاذ أي قرارات مستقبلية قد تضر بمصلحة النظام التعليمي، حيث سيتم إشراك كافة الفاعلين في الجامعة في أي قرار يتعلق بالسنة السادسة، ضماناً للحفاظ على جودة التكوين.
بالإضافة إلى هذه القرارات، تم التطرق إلى كيفية تنظيم امتحانات الطلبة المتأثرين بالإضراب، حيث قدمت الإدارة ثلاث سيناريوهات لبرمجة الامتحانات:
- أربع دورات امتحان ضيقة.
- ثلاث دورات، تشمل دورتين عاديتين ودورة استدراكية جامعة.
- دورتان مع فاصل زمني مناسب بينهما.
كما أكدت الوزارة على استعدادها لتأمين امتحانات استثنائية تلبي احتياجات الطلبة في هذه الظروف، مع مراعاة الجدولة الزمانية والمحتوى الدراسي.
هذه التسوية تُعد خطوة كبيرة نحو إنهاء أزمة كانت تؤثر بشكل كبير على سير الدراسة في كليات الطب والصيدلة، وتفتح الأفق لمرحلة جديدة من التعاون بين الطلبة والإدارة الجامعية. بفضل الجهود المبذولة، سيتمكن الطلبة من استكمال دراستهم في ظروف أفضل، بما يضمن لهم تكويناً جيداً ومؤهلات مهنية عالية لخدمة المنظومة الصحية الوطنية