الألباب المغربية
(*) مصطفى طه
ما وقع في أشغال الدورة العادية لشهر أكتوبر 2025، التي عقدها المجلس الجماعي لورزازات يوم أمس الثلاثاء 07 أكتوبر الجاري، وبالضبط مستوى نقاشات بعض المستشارين الجماعيين، بحيث أصبح مادة للسخرية.
هؤلاء المستشارين نقاشتهم العقيمة واللامسؤولة، من شأنها أن تميّع الحقل السياسي بورزازات، وتجعله ساحة صراع بين الأشخاص، بدل التنافس حول الأفكار، ونقاش القضايا الكبرى التي تهم الساكنة المحلية، بحيث أن مثل هكذا تدخلات لن تطور المشهد السياسي بالمدينة، ولا يمكنها إلا أن تضر به، وتعيده إلى الخلف.
هذا الجدال لا يؤدي إلى أي نتيجة مفيدة أو بناءة، بل يكون محبطا ومستنزفا للطاقة وهدر الزمن التنموي، ويكرس الخلل الذي تعاني منه السياسة بورزازات، وينضاف إلى ما يعانيه المشهد السياسي من غياب لطرح الأفكار السياسية، في الوقت الذي تعرف المدينة انطلاقة مجموعة من المشاريع التنموية المهيكلة، تحتاج إلى نقاشات سياسية رصينة، بدل الانشغال بالخزعبلات.
أعتقد، أن مثل هذه النقاشات داخل دورات المجلس الجماعي سالف الذكر، تكرس العزوف السياسي، وتساهم في مزيد من الابتعاد عن السياسة، فهي تعطي للعازفين مبررات أخرى للعزوف، وتزيد الطين بلة.
هذا الأسلوب من النقاشات، يغير الحقل السياسي إلى سرك وتهريج، ولا ينسجم مع تصرفات النخبة السياسية من واجبها الوطني أن تكون في مستوى معين من الاحترام المتبادل، والنقاش الجاد بدل النزول إلى مستوى التمييع. كان من المفروض على هؤلاء المستشارين، أن يشاركوا في إطار المؤسسات ويساهموا في بناء ورزازات من مختلف المواقع، من أجل ديمقراطية حقيقية، ومن أجل تنمية حقيقية تصل نتائجها إلى كافة الساكنة.
للأسف، المشهد السياسي بورزازات صار يعاني من الميوعة الشديدة، بسبب المستشارين المشار إليهم، بحيث أصبح كل من تسول له نفسه خوض غمار الانتخابات، فقط الحصول على تزكية من حزب ما، دون عناء أو خضوع لأبسط الشروط، فالتكوين السياسي مطلوب لمن يتولى موقعا عموميا. بالفعل نأسف لما بات عليه هذا المشهد بالمجلس من ميوعة، بسبب انحطاط مستوى نقاش هؤلاء المنتخبين وتنامي بعض السلوكات والتصرفات الغير المسؤولة، الصادرة عمن يفترض فيهم أن يشكلوا مثالا حسنا للأجيال القادمة.
علاقة بالموضوع، فساكنة ورزازات عبرت عن سخطها وعدم رضاها لنقاشات هؤلاء المستشارين داخل مجلس المدينة، في الوقت التي تحتاج إلى تظافر جهود الجميع لخدمة المواطنين الذين منحوهم سلطة النيابة عنهم.
رسالتي المباشرة لهؤلاء المستشارين الجماعيين، كفاكم من تمييع المشهد السياسي، كفاكم من إفراغ السياسة من معناها النبيل.
(*) سكرتير التحرير