الألباب المغربية
(*) مصطفى طه
يعد رجال تعليم ركيزة أساسية وحيوية وفعالة في المجتمعات، ولهم القدرة على التأثير في مختلف جوانب الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فضلا على أنهم يعتبرون القدوة المثلى للمجتمع، لذا فمشاركة رجل التعليم في الحياة السياسية مهمة جدا لمساعدة الشباب وتمكينهم من تحسين ظروفهم المعيشية وتعزيز حضورهم السياسي.
وفي سياق متصل، استطاعت العديد من الوجوه التربوية على المستوى الوطني من الحصول على مناصب رفيعة، جعلتها تبصم على مسار سياسي واعد يخول لها مناصب أكبر مستقبلا.
ومن بين هؤلاء الوجوه، نجد عزيز الكراعي من مواليد 1979، ابن منطقة مقاومة معروفة بتضحياتها في النضال ضد الاستعمار الفرنسي، وتعرف بلقب “مدينة الشهداء”، اندلعت فيها ثورة كبيرة في 20 أغسطس 1955، عندما خرجت جماهير من القبائل تعبيرا عن ولائها للملك الشرعي والمطالبة بالاستقلال، مما أدى إلى مواجهات عنيفة مع القوات الفرنسية وساهمت في تسريع رحيل المستعمر عن المغرب، إنها مدينة واد زم التاريخية.
ضيفنا المحترم، التحق بقطاع التعليم سنة 2000 وبالضبط بالجماعة الترابية “تيدلي” التابعة إداريا لإقليم ورزازات، بعدها إلى العمل السياسي والجمعوي، لينتخب عضوا بالمجلس الجماعي المذكور عام 2009.
وفي سنة 2015 تم انتخاب عزيز الكراعي عن حزب الحركة الشعبية رئيسا لجماعة تيدلي. وفي يوم الجمعة 17 شتنبر 2021، تم إعادة انتخابه رئيسا للجماعة ذاتها عن حزب التجمع الوطني للأحرار وذلك للمرة الثانية على التوالي، بالأغلبية الساحقة.
علاقة بالموضوع، هذا المنتخب النشيط، يحمل رغبة قوية وحافز أساسي لخدمة بلاده، بحيث تألق كسياسي ناجح ومتفوق، استطاع خلال ولايته السابقة والحالية لرئاسته الجماعة الترابية لتيدلي، أن يظهر بصماته جلية من خلال الإنجازات الملموسة التي تحققها الجماعة تحت قيادته، بحيث لم يسبق في تاريخ المنطقة أن شهدت وتشهد نشاطا متزايدا في المشاريع التنموية، سواء كانت مشاريع تستهدف تحسين البنية التحتية مثل الطرق والكهرباء والماء، أو مشاريع اجتماعية مثل الصحة والتعليم، أو مبادرات اقتصادية تهدف إلى تحسين سبل عيش الساكنة المحلية في هذه المنطقة القروية، الأخيرة أصبحت من بين الجماعات الترابية الصاعدة على مستوى إقليم ورزازات، فضلا عن تحقيق عدة إنجازات تخدم الجماعة المشار إليها بشكل ملحوظ، بفضل جهود الرئيس المذكور الحثيثة وتفانيه في العمل، مما جعله قدوة لرؤساء المجالس الجماعية الأخرى.
وفي السياق ذاته، تميز الكراعي، بقدرته على اتخاذ القرارات الحكيمة وتنفيذها بفعالية، كما أظهرت إدارته تركيزا كبيرا على تحسين جودة الحياة في المنطقة وتعزيز التنمية المستدامة. برامجه ومشاريعه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والرياضية والبيئية، ساهمت بشكل كبير في رفع مستوى المعيشة في المنطقة.
يعتبر ضيف هذه الحلقة، من الشخصيات السياسية البارزة داخل المشهد السياسي بالإقليم، حيث راكم تجربة طويلة في العمل السياسي والإداري رغم صغر سنه، نموذج السياسي المتمكن الذي يصنع الفارق، بحيث أثبت أن السياسة يمكن أن تكون وسيلة حقيقية لخدمة المواطنين، عندما تمارس بإخلاص وحكمة ومسؤولية وطنية حقيقية.
(*) سكرتير التحرير