الألباب المغربية/ محمد الحجوي
في لحظة تُخاطب فيها الإرادة تحديات الواقع، تتحرك عجلة التنمية في قلعة السراغنة باتجاه حي “عواطف 2”. ها هي الشاحنات تقف على أهبة الاستعداد، حاملةً معها وعوداً بالتحول. إنها ليست مجرد رقعة إسفلتية سوداء، بل هي خطوة تُكتب في سجل المدينة الحديثة. إنطلاق الأشغال يطرح سؤالاً عن الصورة الجديدة التي سيرسمها الحي قريباً.
الثقة في منفذ المشروع هي نصف الطريق نحو النجاح. لقد وُكلت مهمة صياغة هذا الحلم إلى شركة “Ste Propiste Sarl”، التي بدأت فوراً في نسج خيوط التغيير بمهنية لافتة. إنهم لا يضعون الإسفلت فحسب، بل يضعون معاييرً للجودة، مستخدمين أحدث ما توصلت إليه التقنيات لضمان متانة تتحمل همسات الأقدام وذوي السيارات لسنوات قادمة. إنه تحول تقف وراءه خبرة وحرفية عالية.
الجمهور الحقيقي لأي مشروع تنموي هو المواطن. وفي حي عواطف 2، كانت نظرات السكان تراقب الأشغال وهي تملؤها الآمال، لقد لاقى تدخل المجلس استحساناً كبيراً، فالتكسية لم تعد مجرد رفاهية، بل أصبحت ضرورة ملحة لتحسين الجمالية البصرية للحي، وتسهيل حركة التنقل اليومية، وجعل الحياة أكثر سلاسة ويمناً. إنه شعور بالانتماء يعود مع كل شارع يتم تأهيله.
وراء هذا المشروع، تكمن رؤية استراتيجية أشمل. إنه ليس عملاً منفرداً، بل هو حلقة في سلسلة متواصلة من الجهود التي يبذلها المجلس الجماعي لقلعة السراغنة. الهدف واضح: تنمية شاملة تعتمد على تأهيل شبكة الطرق، وفك العزلة عن الأحياء التي تزحف نحو المستقبل، ورفع مستوى عيش السكان، وتعزيز جاذبية المدينة لتكون وجهة مشرقة على الخريطة الحضرية للمنطقة.
لإنجاح أي مبادرة، لا بد من قيادة حاضنة ومتابعة تقنية دقيقة. وقد حظي انطلاق هذا المشروع باهتمام بالغ، حيث حضر بداية أشغال التكسية نواب رئيس المجلس، إلى جانب المهندس الجماعي والتقنيين المختصين. حضورهم لم يكن شكلياً، بل كان تأكيداً على المتابعة الميدانية والرغبة في إنجاح هذا المشروع الحيوي، الذي يعد بمستقبل أكثر إشراقاً لحي عواطف 2 وسكانه.