الألباب المغربية/ إدريس برادة
يعد الحاج عبد الهادي التاجموعتي… رمز للإنسان العصامي الناجح، الذي أعطى الكثير للعاصمة العلمية فاس… حيث يرتبط اسمه بالأعمال الخيرية والاجتماعية والمجال الصناعي بالآواني الفخارية، وزليج السيراميك حيث كانت منتجات شركة كوصيما التابعة لمجموعة التاجموعتي لا تخلوا من أي منزل بالمملكة، منذ بداية سنوات السبعينيات…
ازداد بمدينة فاس سنة 1921، بدأ مشواره المهني سنة 1945، حيث كان يشتغل في حرفة النحاس… قبل أن يقرر مكننة نشاطه والتحول نحو المدينة الجديدة لفاس، بالضبط حي عين قادوس في بداية سنوات الستينات وينشأ شركة تحت اسم “التاج” متخصصة في تحويل الحديد والمعادن، حيث كانت شركة “التاج” هي أول شركة تقوم بهذا النشاط في مدينة فاس…
سنة 1965، شرع الحاج عبد الهادي التاجموعتي في ميدان العقارات والبناء في مدينة فاس وبعض مدن المملكة… حيث استثمرت مجموعته سنة 1995 حوالي 200 مليون درهم، في المجمع السياحي الذي يقع بين المضيق والفنيدق “باهيا سمير” وهو مجمع يضم ما يقرب من 300 فيلا وشقة، والذي يمتد على مساحة 6 هكتارات..
أعماله الخيرية تجدها في كل مكان في فاس… حيث أنشأ في منطقة رأس الماء مركزا للاستقبال المعاقين.. ثم بمنطقة بن سودة قام بإنشاء مستشفى للأطفال، بطاقة إستيعابية تصل ل 100 سرير… ودار للأيتام التي تستقبل 450 يتيم… في نفس الحي أيضا قام ببناء مجمع رياضي بقاعة مغطاة ومركز للتدريب المهني… في حي عين قادوس سنة 1980 قام ببناء دار للولادة يحتوي على 38 سرير حيث يشهد حوالي 575 ولادة شهريا تحت تأطير وزارة الصحة… دون أن ننسى بناء مسجد الإمام مالك وسط المدينة حيث يمتد على مساحة 10.000 متر مربع ويعتبر ثاني أكبر مسجد بمدينة فاس بعد مسجد القرويين… توفي الحاج عبد الهادي التاجموعتي في مدينة فاس بعد صراع طويل مع المرض سنة 2011 عن سن يناهز 90 سنة… رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.