الألباب المغربية/ ذ. محمد خلاف
الفقيه بن صالح نعتز بالإنتماء إليها؛ وفي قلوبنا شجن لما يقع فيها من تهميش وفقدان التوازن؛ مدينتنا أثيلة تقري الضيف قبل سؤاله؛ أعطت بتكلف ما لاتستطيع؛ فأكلفت؛ هي عرين ليوث؛ جبانها؛ وماكرها مدهوش محير؛ وصالها منيف؛ وأشواقنا لرفعتها بحجم الكون؛ الفقيه بن صالح المنكوبة تحتاج لأوراش ومشاريع تنموية تعيد لها ولساكنتها السلطان؛ والحظوة؛ على المسؤولين الحاليين؛ أو الذين يسعون إلى الزعامة بعد اعتقال الرئيس السابق؛ أن يهتموا بأولويات المدينة الحالمة وساكنتها؛ بمزيد من الإكتراث والعمل الجاد؛ والمعقلن الشفاف.
1) تحتاج الفقيه بن صالح لمجزرة حديثة؛ تتوفر فيها شروط السلامة الصحية للمواطنين؛ والعاملين بها على حد سواء؛ في تساؤلات محيرة؛ مثيرة حول مدى براءة الذبائح التي تتم في مناطق كلها قذارة وشوائب؛ وما هي المعايير التي على أساسها يمكن اعتبارها صالحة للاستهلاك البشري؟ وكيف تصل اللحوم من المجزرة حتى الموائد داخل البيوت؟ تحتاج المدينة إلى مجزرة يكون تسييرها من قبل حرفيين مستقيمين؛ ومبني على قواعد مثينة دون استغلال انتخابي؛ ولا تجييش وتسييس لكثير من بعض الجزارة؛ ولا إحداث للمشاكل عنوة؛ وحلها بطريقة تدعو الدهشة وتتغيا الطاعة والولاء الإنتخابي الفج؛ ولعب دور البطولة الوهمية منتهية الصلاحية أصلا.
2) مدينتنا في حاجة إلى أسواق نموذجية؛ تستوعب كل الباعة الجائلين؛ وتقضي على فوضى الأسواق العشوائية؛والاحتلال الصارخ للملك العمومي؛ كما هو حال الأزقة والأحياء؛ والشوارع؛ وما تخلفه العربات مجرورة أو مدفوعة من ركام النفايات؛ وما تحدثه من عرقلة لحركة السير؛ في عالم مجنون متسارع يقضي بعضهم النهار في تعاطي الخمر والمخدرات؛ والشب والشتم بألفاظ نابية؛ تحرج الأسر والساكنة؛ تماما كجميع الشعوب المقهورة التي تسوء أخلاقها في غالبية الأحيان حسب ابن خلدون؛ ودوما في لعبة القط والفأر مع السلطات؛ تجارتهم على شفا جرف هار. يظهرمن خلالهم بوضوح وجه المدينة الهش. ويشاع أنهم ورقة انتخابية رابحة للبعض….
3) تحتاج الفقيه بن صالح إلى مرافق رياضية وثقافية وترفيهية؛ يكون استخدامها متاحا للجميع دون خلفيات سياسية متعفنة؛ ذلك لإنتشال الشباب والقاصرين من براثن؛ المخدرات؛ والتشرد؛ ولا تحتاج لمهرجانات راقصة تقام سنويا لأغراض واضحة وبشكل مراوغ؛ في ظل سياسة ثقافية مضحكة لاتعتبر المثقفين والفاعلين إلا كمخاطبين مؤقتين؛ حال “لاربعا” أضحك الجميع ذات خرجات مشهورة لأناس مشهورين.
4) تحتاج “لاربعا” إلى مناطق خضراء جميلة ومتنزهات ترفيهية؛ كما كانت ذات يوم وأيام لإحداث فروقات كبيرة على مستوى الصحة العقلية؛ والنفسية؛ بدل زحف الخرسانة الخطير؛ وانتشار المقاهي بشكل واضح في استغلال بشع للملك العمومي؛ تحت أنظار السلطات؛ وبمباركة منها أحيانا؛ وجولة خفيفة بالمدينة تظهر بوضوح ذلك؛ فأضحى المواطن يسير في الشارع جنب السيارات بعدما تفرعن أصحاب المقاهي بكراسي وطاولات؛ ودراجات مربوطة خارج السياق جميعها في الشارع العام.
5) تحتاج الفقيه بن صالح لمستشفى كبير يستجيب لحاجيات المواطنين؛ من تطبيب وعلاج؛ نظرا لإتساع المدينة؛ في حيرة حول مصير المستشفى الذي تسير فيه الأشغال بشكل فاتر؛ عدا الإسم الذي كتب بحروف بارزة نصفها سيذهب قبل افتتاحه؛ وهل إتمامه يدخل في صفقة انتخابية؟ ولماذا برلمانيو المدينة لم يتطرقوا إلى الموضوع في الرباط ؟ الأكيد أن المواطن كره رعب المستشفى الجهوي ببني ملال؛ وكثير من أبناء المدينة مات في الطريق إليه وبه؛ وكثير منهم على فراش الموت؛ وطلب منه ثمن بنزين سيارة الإسعاف بوقاحة في غياب تام لمفهوم الآدمية كما هو عند المجتمعات الأخرى.
6) تحتاج لاربعا إلى منطقة صناعية نشيطة؛ للتخلص من شبح البطالة وتبعات الهجرة غير المنظمة لأوروبا؛ وشبح الروفولي؛ يكون تقسيم البقع والمحلات بعدل وتوازن؛ ودون تدخل أصحاب الشكارة والكمارة والواسطة؛ كما حدث مؤخرا؛ ومساعدة الحرفيين ماديا؛و احتضانهم في إطار شراكات معقولة وشفافة….
هي فقط بعض متطلبات الساكنة العادلة والبسيطة؛ لكن الاستغلال السياسي لكل مصلحة مفيدة؛ يشكل عائقا حقيقيا؛ ومن أكثر الأشياء التي يصعب اجتازها؛ فمتى تستطيع الفقيه بن صالح تشخيص أمراضها بصدق وشجاعة حتى لا تموت نتيجة تناول الدواء الخطأ مرات أخرى؟ وعن الفقيه بن صالح حق قول الشاعر أحمد محرم (يا أيها القوم هل كانت سياستكم… إلا سياسة أقوام مهاذير).