الألباب المغربية/ باكريم لحسن
عاد موضوع نقابات الصحافة إلى السطح بمدينة الانبعاث بسبب سوء الفهم لدى البعض وبسبب محاولة البعض طمس الحقيقة والكذب على الأخر، وبسبب تردد المنتخبين والمؤسسات العمومية في تنظيم علاقاتهم مع الصحافة على مستوى التواصل المؤسساتي بتنظيم مصالح ومكاتب مختصة في الصحافة والإعلام وتنظيم توزيع المعلومات، والتنسيق مع قطاع التواصل، ومع ممثلي الصحافيين. وهذه مساهمة من أجل تجاوز الاحتقان الذي يسعى إليه البعض.
في المغرب اليوم عدد من نقابات الصحافة، بعد التطور الكبير الذي عرفه المشهد الإعلامي تأسست نقابات ممثلة للصحافة كما تأسست جمعيات تمثل الناشرين، لأن المغرب اختار مند استقلاله التعدد السياسي والتعدد النقابي من أجل البناء الديمقراطي، وعملت الدولة على تنظيم مناظرات وتعديل القوانين وتخصيص الدعم للقطاع، كما اختار عدد كبير من المناضلين تقديم العديد من التضحيات من أجل الحفاظ على هذا التعدد وعلى هذا البناء الديمقراطي،
وهكذا في المغرب اليوم الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والاتصال المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، تأسست سنة 2014 وذلك بهدف تأطير هذا القطاع عبر هذه المركزية النقابية الاتحاد المغربي للشغل.
وتضم الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والاتصال تسع نقابات عاملة في القطاع، ويتعلق الأمر بنقابة موظفي ومستخدمي القناة الثانية، ونقابة موظفي ومستخدمي ميدي1تي.في، ونقابة مستخدمي وموظفي القناة الأمازيغية، ونقابة صحافيي وكالة المغرب العربي للأنباء، والنقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام، ونقابة مستخدمي القناة الرياضية، ونقابة مستخدمي المركز السينمائي المغربي، ونقابة موظفي الهيأة العليا للسمعي البصري ونقابة موظفي وزارة الاتصال.
النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام التي أمثلها كاتبا إقليميا بأكادير ومنسقا لجهة سوس ماسة وعضوا بمكتبها الوطني، نقابة أساسية داخل الجامعة، والجامعة هي الأكثر تمثيلية في المغرب.
وفي المغرب أيضا النقابة الوطنية للصحافة المغربية، العتيدة والمناضلة، القريبة جدا من حزبي الإستقلال والاتحاد الاشتراكي، التي يعتز مناضلو الاتحاد المغربي للشغل بنضالها واستمراريتها في الدفاع عن الصحافيين والمنتسبين، وفي الأمس القريب كانت حليفة لهؤلاء من أجل التأسيس لتجربة المجلس الوطني للصحافة. وهي بالمناسبة صاحبة فكرة الانتساب لحل باب الانخراط للمناضلين الذين كانوا مراسلين، والعديد منهم أصبح اليوم مهنيا يحمل البطاقة المعلومة، وكانت تدافع عنهم لممارسة الصحافة بكل حرية ضد كل التعسفات أنداك.
وأتذكر الجمع العام للنقابة نهاية الثمانينيات بقاعة بلدية أكادير، وكان على رأسها آنذاك سي محمد اليازغي، وامتلأت القاعة بالمراسلين أغلبهم مناضلين في الاتحاد والاستقلال ومنظمة العمل والتقدم والاشتراكية، وكانوا يشتغلون في منابر هذه الأحزاب، الاتحاد الاشتراكي والعلم والبيان وأنوال.
واليوم بعد التطور الذي عرفه الإعلام المغربي بسبب عدة عوامل أهمها الثورة التكنولوجية التي ساهمت في ظهور الإعلام الرقمي وتوسع مجالات التغطية الإعلامية وازدياد عدد العاملين في القطاع ظهرت نقابات جديدة للصحافة منهم نقابة أمل للصحافة ونقابة الصحافيين المغاربة والنقابة الديمقراطية للصحافة (كدش) الخ. ويحق لها أن تظهر وتساهم في تأطير القطاع والعاملين فيه شريطة احترام القوانين الجاري به العمل وحث منخرطيها على احترام القانون وأخلاقيات مهنة الصحافة.
والتعدد النقابي في قطاع الصحافة لا يعني التشردم ولا يعني نشر العداء والولاء للأشخاص كما لا يعني التحكم والطعن في الآخر والولاء للمؤسسات والأشخاص، التعدد النقابي الديمقراطي يعني العمل والتنسيق على تأطير الصحافيين خاصة الشباب منهم، وتكوينهم ومصاحبتهم ودعمهم للولوج للعمل، والترافع من أجل المهنية والاستقلالية والحرية، والتوعية والتثقيف المجتمعي، بنشر الأخبار الصحيحة ومحاربة الأخبار الزائفة، ونقد وتنبيه المؤسسات ومساعدتها على خدمة الوطن والمواطن والتنمية.