الألباب المغربية/ محمد الدريهم
في إطار أنشطة الدورة السادسة لمهرجان إفران الدولي، الذي ينظمه منتدى إفران للتنمية والثقافة (AFICED) وشركاؤه من المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص في الفترةالممتدة من 20 إلى 24 غشت 2024، استضافت قاعة المناظرات بإفران يوم السبت 24 غشت أشغال ندوة علمية حول قضايا المياه الحالية وقطاع الغابات في إقليم إفران.
بعد الكلمة الافتتاحية والترحيب من طرف المنظمين بالملتقى، والكلمة التوجيهية لعبد الحميد المزيد عامل إقليم إفران، تابع الحضور وناقشوا ثلاثة عروض قدمها كل من السيد كمال أشهبار، عن المديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات، حول “استراتيجية المديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات لتدبير الموارد المائية والغابوية”، تلاه عرض لحسن أشيبان، عن المنتزه الوطني لإفران، حول “أنظمة المياه في المنتزه الوطني لإفران بين ضغط الاستهلاك وتأثير التغيرات المناخية، والحلول الممكنة لاستدامتها” ثم بهجة عبد اللطيف، عن وكالة الحوض المائي لسيبو بفاس، حول “إدارة الموارد المائية وتغير المناخ”.
للتعرف أكثر على المحاور الرئيسية التي تناولها في عرضه حول “أنظمة المياه في منتزه إفران الوطني بين ضغط الاستهلاك وتأثير التغيرات المناخية والحلول الممكنة لاستدامتها” في هذه الندوة العلمية كان لنا لقاء مع حسن أشيبان الذي صرح للجريدة أن هذه الندوة تنعقد في ظل ظرفية عالمية من التغيرات المناخية التي تهدد الأرض ومنطقة البحر الأبيض المتوسط على وجه الخصوص. وكما نعلم جميعًا، يضيف أشيبان، فإن المغرب ليس بمنأى عن هذا التهديد الناجم عن تغير المناخ.
حسب الدكتور حسن اشيبان، عندما نتحدث عن التغير المناخي، فإن ما نتحدث عنه حقًا هو انخفاض الموارد المائية وتساقط الأمطار والثلوج أيضًا، والاتجاه نحو ارتفاع درجات الحرارة. لذا، قال إن هذا التغير له تأثير سلبي على الموارد الطبيعية بشكل عام، والحيوانات والنباتات وما إلى ذلك، ولكن بشكل خاص على الموارد المائية. وكما تعلمون، يتمتع المنتزه الوطني لإفران بثروة غنية من التنوع البيولوجي إذ أن هذا المنتزه الوطني يعتبر موطنا لحوالي 22% من النباتات المسجلة على المستوى الوطني، و33% من الثدييات، و75% من الفراشات، وربع الزواحف، وحوالي 50% من الطيور المسجلة على المستوى الوطني. ومن وجهة نظره، تعتمد هذه الموارد الطبيعية، النباتية والحيوانية، على توافر الموارد المائية، ومن هنا تأتي الحاجة إلى إيجاد حلول للتكيف مع التغير المستمر للمناخ ومحاولة تقليل الضغط على الموارد المائية من أجل ضمان استدامة خدمات النظام البيئي التي تقدمها نظمنا البيئية الجميلة.
وخلص أشيبان إلى أن مداخلتنا كانت في هذا السياق لشرح أهمية مواردنا الطبيعية على مستوى إقليم إفران، مقارنة مع مناطق أخرى من المغرب بطبيعة الحال، وشرح هذا التهديد المرتبط بالتغير المناخي والوضع الحالي للموارد المائية على مستوى أنظمتنا المائية، مع اقتراح حلول مستدامة وضرورة وضع استراتيجية تكيف طويلة الأمد من أجل تجنب انهيار التنوع البيولوجي وضمان استدامة خدمات النظام البيئي كما قلت سابقا.
من جهته، أكد بهجة عبد اللطيف، رئيس قسم بوكالة الحوض المائي لسبو (ABHS)، أنه كان من دواعي سروره أن يقدم عرضاً في إطار الندوة العلمية التي ينظمها مهرجان إفران الدولي.
وقال إن محاضرتي تمحورت حول تدبير الموارد المائية والتغيرات المناخية، حيث أثرت فيها عددا من النقاط، منها الوضعية الهيدرولوجية والموارد المائية في حوض سبو الهيدروليكي وإقليم إفران الذي يعرف عجزا في التساقطات المطرية بحوالي 30 في المائة وعجزا بنسبة 71 في المائة من حيث المدخلات, المخطط الرئيسي للتنمية المندمجة للموارد المائية في حوض سيبو، والمشاريع المهيكلة ذات الصلة، ولا سيما السدود المخطط لها والتي هي قيد الإنجاز. كما أتيحت لي الفرصة للحديث عن مشروع النقل للمياه بين الأحواض. وأخيراً، يضيف عبد اللطيف، أتيحت لي الفرصة للحديث عن التدابير المتخذة للتعامل مع الإجهاد المائي المنتشر في جميع أنحاء البلاد والتدابير المتخذة على مستوى الوكالات للتعامل مع هذا الإجهاد. وتشمل هذه الإجراءات بناء السدود، والتدابير الاقتصادية، وترشيد الاستهلاك، وتدابير حماية الملك العام المائي والحفاظ على الموارد المائية، خاصة المياه الجوفية التي تعرف تدهورا مستمرا في منسوب المياه الجوفية بإقليم إفران.
ومن بين التوصيات الرئيسية التي خرجت بها هذه الندوة العلمية حول الماء والغابات، المنظم في إطار مهرجان إفران الدولي تحت عنوان “إفران في قلب الغابة، لنحمي الماء”، ما يلي: ضرورة الإسراع في تنفيذ التدابير الواردة في الاستراتيجية الوطنية للغابات 2030/2020، وإعادة النظر في النموذج الفلاحي المعتمد منذ اعتماد المخطط الأخضر، والحكامة في مجال الترخيص بحفرابار المياه وترشيد طرق استغلالها، اعتماد المشاركة في المشاريع والبرامج المرتبطة بتنمية الموارد المائية والغابوية للسكان المحليين؛ تكثيف التوعية بين جميع الأطراف المعنية بأهمية الحفاظ على الغابات والمياه، تطوير الوعي وثقافة تنمية الموارد الطبيعية والمحافظة عليها، وتبني مبادرات جديدة للحفاظ على الموارد المتاحة وتنميتها بطريقة مستدامة، وتطوير دور وسائل الإعلام والمجتمع المدني في ترسيخ ثقافة وأشكال تنمية الموارد والمحافظة عليها.