الألباب المغربية / رشيد اخراز- جرادة
عندما تقترب الانتخابات، تتحول الساحة السياسية إلى مسرح مفتوح يعجّ بالتصريحات النارية والخطب الرنانة، وكأن الجميع استيقظ فجأة على صوت الوطن ومصلحة المواطن. تكثر الجلسات، تعقد اللقاءات، تبرمج الخرجات الميدانية، ويتم إحياء الليالي الانتخابية على موائد علنية وأخرى في الخفاء، حيث لا صوت يعلو فوق صوت “المرحلة الحساسة”.
في كل موسم، تُطلق الوعود بكثرة وتوزع الابتسامات بسخاء، وتُسدّد الطلبات القديمة على عجل، في محاولة لاستمالة القلوب قبل صناديق الاقتراع. ويبدأ نبش الماضي، لا لتقييم التجربة، بل لتسليط الضوء على الإخفاقات، ونبش التجاوزات، بل وحتى الحياة الشخصية والعائلية للخصوم. يتحول بعض المرشحين إلى باحثين في الأرشيف أكثر منهم حاملي مشاريع.
هي حالة تتكرر مع كل استحقاق، تفقد فيها السياسة جوهرها النبيل، وتتحول فيها المنافسة إلى صراع على الأصوات لا على الأفكار، وعلى الكراسي لا على البرامج. وللأسف، يدفع المواطن الثمن، حين يصدق من جديد، ويأمل من جديد، ثم يستيقظ بعد الاقتراع على واقع لم يتغير.
فمتى نرتقي بالعمل السياسي إلى مستوى الثقة والمصداقية ؟ ومتى تصبح الانتخابات فرصة فعلية للتغيير لا مناسبة لتجديد الوجوه نفسها بوعود مختلفة ؟..