الألباب المغربية والألباب 360 / رضوان منفلوطي
انطلقت، يوم الجمعة 12 يوليوز بمدينة الوليدية (إقليم الجديدة)، فعاليات الدورة الأولى لمهرجان العيطة المرساوية الذي يروم الاحتفاء بهذا التراث الفني المغربي الأصيل، والمنظم من طرف كل من وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس جهة الدار البيضاء – سطات، بتعاون مع مجلس جماعة الدار البيضاء، حيثتتضمن هذه النسخة برنامجا غنيا ومتنوعا، يشمل سهرات فنية تحييها فنانات وفنانين وفرق فن العيطة من قبيل عبد العزيز الستاتي، وزينة الداودية، وولد الحوات، وسعيد الصنهاجي، وعبد الله الداودي، وأولاد البوعزاوي واخرون… والممتد من الفترة ما بين 12 و27 يوليوز الجاري بالإضافة لمدينة الوليدية ستحتضن مدن السطات والدار البيضاء فعاليات هذه الدورة.
واعترافا بما قدمه رواد فن العيطة من خدمات وإنجازات فنية كبيرة، قرر المنظمون إطلاق اسم “بوشعيب البيضاوي”، رمز العيطة المغربية عموما والمرساوية على الخصوص، على الدورة الأولى لهذا المهرجان الذي سيتم خلاله أيضا تكريم الفنانة الرائدة “ضونا”.
واعتبارا للاهتمام الكبير لفن العيطة من قبل العديد من الباحثين والنقاد والمهتمين كفن لعب دورا مركزيا إبان مقاومة الاستعمار وكسب عطف وحب المغاربة، فقد برمجت إدارة المهرجان حفلات وتوقيع وتقديم كتب لنقاد وباحثين متخصصين في الموسيقى وفن العيطة، تمكنوا من النبش في خصوصيات هذا الموروث الثقافي.
وعلى هامش المهرجان، سيقام معرض خاص ومتنوع لمنتوجات فن العيطة من آلات وإكسسوارات وألبسة وصور وأسطوانات ووثائق تعرف بهذا النوع الموسيقي ومكوناته وخصائصه ودلالات وأدوار الشيوخ والشيخات داخل المجتمع المغربي، من خلال غناء العيطة.
وعودة لحفل مدينة الوليدية الذي استقطب حفل افتتاح المهرجان لدورته الأولى، والمنظم من قبل مجلس جهة الدار البيضاء-سطات ووزارة الشباب والثقافة والتواصل بتعاون مع مجلس جماعة الدار البيضاء، “جمهورا غفيرا حج إلى مكان الحفل للاحتفاء بهذا الموروث الفني المتجذر في الثقافة المغربية”.
حيث تميزت الأمسية الفنية بتقديم عروض موسيقية استثنائية للفنانين بوشعيب الدكالي وبوشعيب الجديدي وجيل العيطة، الذين ألهبوا حماس الجماهير وعشاق فن العيطة بأغانيهم المؤثرة وألحانهم السجية، احتفاء بالتقاليد الموسيقية التي امتدت عبر الأجيال.
وتفاعل الجمهور الحاضر من مختلف الشرائح العمرية مع الأجواء الاحتفالية، حيث برعوا في ترديد الأغاني الشهيرة لفن العيطة وأبانوا عن تشبتهم بهذا الموروث الثقافي العريق.
وفي تصريح لجريدتي “الألباب المغربية” و”الألباب 360″ المواكبة لهذا الحدث الفني الثقافي، أكد الحبيب لصفر المدير الفني للمهرجان، على أهمية هذا الحدث الذي يروم الحفاظ وتعزيز الاهتمام بفن العيطة المرساوية، خاصة لدى فئة الشباب، وأضاف أن هذا الحدث الفني يعرف تنظيم يوم دراسي حول موضوع “العيطة بين الجذور القروية والامتدادات الحضرية”، فضلا عن مائدة مستديرة.
تناقش موضوع “فن العيطة بين الأصل ومحاولات التجديد” بمشاركة ثلة من المختصين في هذا الفن وفي فنون الفرجة الشعبية، فيما سيجمع “لقاء مهنيين العيطة” ثلاثة من أهم الفنانين والخبراء لمناقشة مختلف الجوانب والتحديات المرتبطة بهذا الفن الموسيقى العريق، والخوض في مختلف الجوانب المرتبطة بهذا الفن الموسيقي مع تقديم نماذج حية بالعزف والغناءتجمع العديد من الفنانين.
وتابع أنه سيتم بالمناسبة إقامة معرض سيقدم مختلف المكونات الثقافية المرتبطة بفن العيطة من آلات وأزياء وصور ووثائق تاريخية، مشيرا إلى أن تنظيم الدورة الأولى لمهرجان العيطة المرساوية يندرج في إطار اتفاقية شراكة تهدف إلى تنويع وتطوير العرض الثقافي بالجهة، خاصة في شقه المتعلق بالتظاهرات والتنشيط الثقافي ضمن مخطط برنامج التنمية الجهوية 2022-2027.
ويتضمن المهرجان، الذي يتواصل إلى غاية 27 يوليوز الجاري بكل من الواليدية والدار البيضاء وسطات، برنامجا غنيا ومتنوعا، مع المراعاة للبعد الجهوي، وكذا تمكين عشاق هذا الفن من التنقل بين هذه المدن للاستماع والاستمتاع بالعروض الفنية الكبيرة التي تشمل سهرات فنية يحييها فنانات وفنانين وفرق هذا الفن من قبيل عبد العزيز الستاتي، وزينة الداودية، وولد الحوات، وسعيد الصنهاجي، وعبد الله الداودي، وأولاد البوعزاوي..
كما يشمل عقد ندوات وعرض أفلام سينمائية وتنظيم معرض حول فن العيطة وأجناسها وأنماطها لتسليط الضوء على هذا التراث الموسيقي العريق، وإطلاع الشباب على هذا الفن الأصيل وفتح النقاش بين الفاعلين حول الغناء الشعبي بمشاركة رواد هذا الفن العريق والمتجذر منذ زمن.
تجدر الإشارة إلى أن تنظيم مهرجان العيطة المرساوية يندرج في إطار اتفاقية الشراكة ما بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس جهة الدار البيضاء – سطات، لتنويع وتطوير العرض الثقافي بالجهة، خاصة في شقه المتعلق بالتظاهرات والتنشيط الثقافي ضمن مخطط برنامج التنمية الجهوية 2022-2027.