الألباب المغربية/ توفيق ناديري
بالتزامن مع استكمال عملية ضم الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، لقناة “ميدي آن تيفي” شهدت الأخيرة رجة بنيوية غير مفهومة للمشتغلين والمتابعين للشأن السمعي البصري.
انطلق الأمر بخلق منصب مدير تحرير وتعيين شخص جديد، في الوقت الذي كانت القناة تتوفر على مدير أخبار ومدير المجلات الإخبارية… ، ما يعني بشكل غير مباشر تقزيم السابقين والحد من صلاحيتهم.
وداخل هذا التحول المستحدث، لم يستطع الصحافي المخضرم عثمان التجاري المدير المكلف بالإستراتيجية والتطوير سابقا، أن يواصل مسلسل الاشتغال داخل القناة فغادرها وفق اتفاق ودي مع الإدارة، لاليتم عزل مدير الأخبار نبيل دريوش والمدير المكلف بالمجلات الإخبارية سعيد العربي، وإدخالهما نفقا مظلما في ظل عدم اتضاح وضعيتهما الإدارية والمالية في القناة، على الرغم من التجارب التي راكماها في المجال السمعي البصري الوطني وإسهاماتها في مختلف المحطات.
وفي الوقت الذي يعيش فيه الصحافيون والتقنيون ضغطا كبيرا، مع استمرار مغادرة البعض ووضع آخرين في “البلاكار”، ستعمد الإدارة إلى تجميد أهم برنامج يحظى بحصة متابعة في القناة، ويتعلق ببرنامج بلال مرميد الذي يعد مرجعا سينمائيا يحق للقناة أن تفتخر به، رغم الملاحظات، ما يطرح السؤال حول خلفية هذا الإقصاء، في ظل الصمت المطبق والغريب لصاحب البرنامج وعدم تقديم القناة لما يبرر حذف برنامج مرجعي من الشبكة المرجعية كما يحدث في القنوات التي تحترم مشاهديها.
مصدر مهني قال إن أي فلسفة تطويرية يجب أن تنطلق من مرجعين، الأول يتأسس على الاستفادة من كل خبرات الشركة والبناء إلى تراكم الإنتاجات، دون تعطيل أو عرقلة أو تضييق كما حدث مع مخرج قبل أيام، كما يقوم المرجع الثاني على الحفاظ على المكتسبات المعنوية والمادية لكل العاملين للحفاظ على السلم المهني والاجتماعي وتفادي حالات احتجاج غير محسوبة العواقب أو التوافق مع الراغبين في المغادرة.
وفي الوقت الذي أشار البعض إلى أن عملية الخلخلة لا يمكن عزلها عن مستقبل القناة في علاقة بالهولدينغ وصراع الكبار حول من يرسم مستقبل القناة بصرف النظر عن تشكيل القطب من عدمه، شدد مصدر آخر أن المنهجية الحالية هي منهجية داخلية بدليل أن المسؤول الذي أشرف على عملية الخلخلة عين من طرف الإدارة الحالية البعيدة عن مسؤولي الهولدينغ.
وإذا كانت خلفية تغيير معالم القناة تحريريا وتدبيرا، غير مفهومة بشكل واضح رغم بعض المؤشرات، إلا أنها في نهاية المطاف تعد نتيجة حتمية لعملية التناحر بين ممثلي النقابات وغياب أي رؤية مشتركة سهلت عملية العزل والتفتيت وبسط الإدارة لتصورها المستقبلي الأحاديّ، بطريقة مرنة، لا تزعجها التنديدات العابرة ما لم يتم اتخاذ قرار من المدير العام للقناة كي لا تتحول القناة إلى الأسوأ.