الألباب المغربية/ صادق بن العربي
تحبني أو لا تحبني الآن نفترش فراشا واحدا ومصيرا واحدا نتنفس هواء واحدا وأملا في النجاة.. الأرض التي أخافتنا حركتها قبل ثواني هي ملجؤنا الآن يا جاري العزيز… تركنا عناويننا وأحلامنا وأحقادنا وخلافاتنا خلفنا هناك خلف الجدران الأسمنتية… وعدنا إلى طفولتنا البريئة نتقاسم أطراف الحديث ونشكر الله ونلعن وجه الدنيا الفانية في سمرة الليل….أرفع عيناي نحو سلطان القمر وجواريه من النجوم. أ كنتُ سأراك مرة أخرى؟ أم أنك كنتَ ستحصين من عداد الموتى؟.. قطار الحياة نجا من تذكرة الموت… ضيفنا الثقيل هذه الليلة الزلزال أمهلنا فرصة أخرى… أشرقت شمس الغد من جديد… العمر طويل هنا قصير هناك… جبال الأطلس تبتلع سكانها… أشلاء الفقراء… دموع الأيتام… عجوز فقدت أغنامها وأولادها… وعروس صارت أرملة في برهة تنذب حظها… يا جاري العزيز الوطن ينادينا إن تصالحنا فلنتصالح مع الوطن ونساعد إخواننا الذين نسيناهم في أكواخ الجبال منذ مئات السنوات.. فالحياة قد تنتهي في رمشة عين… من يدري ربما كنا الآن من سكان المقابر؟