الألباب المغربية/ حفيظ صادق
أين اختفت المدافع التاريخية التي كانت تزين الواجهة البحرية لمدينة الصويرة، أمام فندق الجزر المعروف باسم “أوطيل ديزيل”؟ تلك المدافع لم تكن مجرّد قطع حديدية صدئة تزيّن المكان، بل كانت شاهدة على قرون من تاريخ المدينة، ورمزًا لصمودها البحري والدفاعي، وجزءًا من هوية الصويرة التي لا تُقدّر بثمن. غير أن اختفاءها المفاجئ يثير أكثر من علامة استفهام، ويضع الجميع أمام مسؤولية ثقيلة: من سمح بإزالتها ؟ وهل تم ذلك في إطار قانوني وتحت إشراف الجهات المختصة؟ أم أننا أمام عملية عبث بالتراث وتواطؤٍ مريب، يُضاف إلى سجل الإهمال الذي يطال ذاكرة مدننا؟
هل كان ما حدث سرقة موصوفة أم مجرد إهمالٍ مفضوح؟ وأين الجهات المسؤولة عن حماية التراث المحلي؟ إن الصمت المطبق الذي يخيّم على القضية لا يقلّ خطورة عن الفعل نفسه، بل يُغذّي الشكوك ويُكرّس الإحساس بأن تاريخ المدينة يُنهب في وضح النهار. الصويرة، هذه المدينة التي تقف شامخة على ضفاف التاريخ، تستحق إجابات صريحة وشفافة. فالتهاون في حماية تراثها ليس مجرد تقصير، بل جريمة في حق الذاكرة الجماعية. وعلى السلطات المحلية، ومندوبية الثقافة، والجهات الأمنية أن تخرج عن صمتها، وتكشف للرأي العام حقيقة ما جرى. فالمدافع لا تختفي صدفة… إلا إذا كان هناك من يغضّ الطرف.