الألباب المغربية/ خديجة بوشخار
صحيح أن الحق يعلو ولا يعلى عليه، وصحيح أنه ما خاب حق وراءه طالب..
لكن هل أصبح من الضروري والمؤكد في مجتمعنا المغربي أن نصعد إلى أعلى المرتفعات ونحاول الانتحار وأن نثير ضجة وأن نتعمد تشغيل جميع عناصر الأمن والسلطات المحلية والوقاية المدنية والجهات المسؤولة لكي نطالب بحقوقنا ويسمع صوتنا ويفتح باب الحوار في وجهنا ؟
هذه هي صورة واقع مرير أصبحنا نعيشه حاليا مع الأسف، عوض أن يتجه المواطن صوب الجهة المسؤولة والإدارة المتخصصة ويضع ملفه المطلبي ويفتح أمامه باب الحوار ويتم استقباله وسماع مطالبه بكل وطنية وإنسانية.. صار من المحتم أن يتجه المواطن إلى طرق التهديد والتشويش على المواطنين وعلى الأمن العام للمدينة، وأن يصل الأمر إلى خسائر مادية وبشرية كما وقع في حادث الضحية بوعبيد في أولاد يوسف… فتتكررت نفس الصورة في سوق السبت أولاد النمة ليكون الخزان المائي مكانا لرفع الصوت والمطالبة بالحق والاحتجاج عن الظلم وعن ضياع حق من الحقوق… لكن المعاناة الحقة هي تلك التي يعانيها رجال السلطات في تدخلهم في مثل هذه الحوادث، فيكون دورهم هو التحاور مع المواطن المحتج ومحاولة إقناعه سلميا بالتراجع عن فكرة الانتحار والحرص على ضمان أمنه وسلامته وسلامة كل من يتواجد في عين المكان في تلك اللحظة…