الألباب المغربية/ يونس المنصوري
إن الأمة تبدأ بفقدان جوهرها حينما يبتعد شبابها عن القيم الأصيلة والمبادئ الأخلاقية، ويغرقون في إغراءات وملذات زائفة، معتقدين خطأً أن هذه الملذات قادرة على إشباع رغباتهم. غير أنهم، كالعطشان الذي يشرب ماء البحر في صحراء قاحلة، يجدون أنفسهم في حالة عطش أشد بدل أن يرويهم. لذلك، من الضروري إبعاد الشباب عن هذه الرغبات الزائلة والملذات الزائفة، كما نبعد النار عن البارود، لأن انحلال أخلاق الشباب لا يؤدي إلى تدميرهم فحسب، بل يسهم في انهيار الأمة برمتها.
الشباب هم أزهار الربيع في بستان المجتمع، بذورٌ تحمل في طياتها إمكانيات المستقبل. إذا أردنا رؤية مجتمع مزدهر، فإن تلك الإمكانيات المخبأة في هؤلاء الشباب هي السبيل الوحيد. هم عماد الغد، وبدونهم، يظل مستقبل الأمة مجهولاً وغير مضمون. وإن كان عبء الحفاظ على القيم الإنسانية ونقلها للأجيال القادمة ثقيلاً، فإن الشباب هم الحامل المقدس لهذا العبء.
إذا نظرنا إلى هذا الزمن على أنه شجرة، فإن الماضي هو جذورها، والمستقبل هو ثمارها. ولكي نحصل على ثمار ناضجة من هذه الشجرة، علينا أن نوجه الشباب نحو نور الحق والوعي.
التربية والتعليم هما ركنان أساسيان في تشكيل جيل مثالي من الشباب. وإذا لم تلتزم مؤسسات التعليم بغرس القيم الأخلاقية وروح الانتماء إلى الأمة، فإن الشباب الذي يتخرج من تلك المؤسسات سيضل طريقه. الشخص الذي يسعى لإضاءة المجتمع يجب أن يضع عقول الشباب في مقدمة أولوياته، إذ أن نهضة الأمة وتقدمها يعتمدان على الأفكار والإبداع الذي ينبثق من عقول شبابية واعية ومتجذرة في ثقافتها وتراثها.