عزيز لعويسي
في الوقت الذي يراهن فيه المغرب تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس أيده الله، على صناعة البهاء، وما يرتبط بها من بناء ونماء وإشعاع…، يصر نظام “عدائستان” بالجزائر، على التمادي في صناعة العداء وما يرتبط به من عبث وإفــلاس وبـؤس وانحطاط، في إطار سياسة قدرة، آخر فصولها كانت، الإقدام على برمجة مباراة في كرة القدم بيـن فريق جزائري و”منتخب” قيل أنه يمثل جمهورية “سرابستان” (السـراب)، وتم الإصرار أن تكــون المباراة البئيسة، في ذات الملعب الذي احتضن مباراة نهاية كأس إفريقيا للأمم للشباب أقل من 17 سنـة، بين المنتخبين المغربي والسنغالي؛
تنظيم هذه المهزلة الكروية، يؤكد مرة أخرى أن هذا النظام اليائس، بلـغ درجات من الحمق والإحبـاط والارتباك وانسداد الأفق، في ظـل ما حققه المغرب منذ واقعة الكركرات، من نجاحات دبلوماسية داعمة لمغربية الصحراء، ومن إنجازات تنموية وأمنية وعسكرية وصناعيةورياضيةوغيرها، دافعة نحو ما يتطلع إليه المغاربة قاطبة، من إصلاح وتحديث وإقلاع تنموي شامـل، من شأنـه وضـع المملكة على سكة البلدان الصاعدة في إفريقيا والشرق الأوسط؛
الهرولة نحو تنظيم مباراة في كرة قدم، للترويج لجمهورية الوهم والسراب، هي مرآة عاكسة لنظام بلغ من العداء عثيا، لم تعد ممارساته العابثة تخفى على أحد، ولن تقـوى سلوكاته المراهقة على تحريك حبة رمل في صحراء في مغربها ومغرب في صحرائه، ولن تستطيع “مسرحياته” المفضوحة، عرقلة مسيرة المملكة نحو البناء والنماء والإشعاع، مهما برع “المخرج” أو تألق “السيناريست” أو سطع نجم “الممثلين” المطبلين والمنبطحين؛
نجح النظام العدائي في تنظيم المباراة، لكنه لم ولن ينجح قطعا، في جعل “كيان وهمي” حقيقة، ولن يفلـح في تحويـل “جمهورية سراب” إلى واقع معترف به في الجامعة العربية والأمم المتحدة، بل ونتحداه أن يمكن “منتخبا مرتزقا” من موضع قـدم في الاتحادين العربي والإفريقي لكرة القدم، وكل ما يستطيع صنعه في زمن الإخفاق والانتحار السياسي والدبلوماسي، أن يراهـن على أوراق الوهم، لتلبية غريزته العدائية تجاه المغرب ووحدته الترابيـة، ويحاول دحرجة كرة السراب، بين أقدامه الفاشلة، دون أن يعي أو يستوعب أن المغرب حسم المباراة أداء ونتيجة وأناقة وبهاء، ودون أن يدرك أن أسد الأطلس، حصد كل الألقاب، وأدخله عنوة في حالة من الحمق والغباء، تحول معها إلى أضحوكة، وهو يجمع حفنة من المرتزقة ليصنع بطريقة غبية، منتخباسرابيا، لن يقبل بـه عاقل، إلا الحمقى والسفهاء والأغبياء؛
من باب رد الصاع صاعين، كان بالإمكان أن يرد المغرب على مسرحية نظام العداء بمسرحية أحسن منها إخراجا وتمثيلا، باستدعاء فريق أو منتخب يمثل جمهورية القبائل لإجراء مباراة استعراضية مع أحد الفرق الوطنية، دعما لحق الشعب القبائلي في التحرر والافتكاك من مخالب نظام غبي، بل كان بالإمكان، الاعتراف الصريح بالجمهورية القبائلية، وتمكينها من الدعم اللازم، لتكون السن بالسن والبادئ أظلم، لكن المغرب لم يفعل ولم يجازف، إيمانا منـه بالأخـوة وحسن الجوار، واعتقادا منه بحتمية التطبيع والمصالحة بين الشعبين الشقيقين، لكن ماما فرنسا، فعلت واحتضنت حكومة القبائل في المنفى، رغم أنف النظام الجبان، الذي اكتفى بلعب دور “الكومبارس”، ولم يتجــرأ حتى على العتاب، بينما تجرأ على المغرب وظل أكثر من أربعة عقود، يهدد المصالح الترابية للمملكة، عبر احتضان عصابة انفصالية ودعمها ماديا وسياسيا وعسكريا، لتكون خادمة لمشروعه العدائي للمغرب؛
المغرب الذي يجر خلفه تاريخا يمتد لقرون، وحضارة ضاربة في القدم، تحمل ولا يزال يتحمل ضربات العداء ما ظهر منها وما بطن، وظل ملتزما وصابرا، عاقدا الأمل على “اليد الممدودة” لبناء علاقات جديدة بين الرباط والجزائر، مبنية على الأخوة والصداقة وحسن الجوار،والمسؤولية والمصداقية واحترام السيادة والتعاون المشترك، لما فيه خير ومنفعة للشعبين الشقيقين المغربي والجزائري، وأمن وسلام للفضاء المغاربي ولمنطقة الساحل والصحراء قاطبة، وهو قادر أن يواجـه الانفصال بالانفصال، والاستفزاز بالاستفزاز” و”قلة الحياء بقلة الحياء”، لكنه عاقل ومسؤول ومتبصر، يراهن على صناعة البهاء، بالمضي قدما في اتجـاه تطويـر القدرات الذاتية بصمت وبدون لغط، والرهان على كسب معارك البناء والنماء والرخاء والازدهار، من طنجة العالية إلى الكويرة الغالية، ولن ينسـاق وراء حماقة وتهـور نظام حاقـد، يتمادى في أكل العشب دون أن ينظر إلى الحافة، ويستمـر بعبث، في الاستثمار في العداء المروكي، دون أن يفطن أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، مهما اشتدت حرارة الوقاحة والاستفزاز، ودون أن يستوعب أن المساس بحبة من رمال الصحراء أو الاقتراب من الحدود، هو علامة خطر عنوانها العريض “الدق تم”…
ولن ندع الفرصة تمر، دون تقديم عبارات التهانئ إلى دولة “عدائستان” التي دخلت التاريخ العالمي من أبوابه الواسعة، باعتبارها أول دولة في العالم تنجح في خلق “منتخب سرابي”، من أتربة الوهم والسراب، لتسوق لجمهورية وهمية، لا توجد إلا في العقول الصغيرة، لمن جعل من العداء المروكي عقيدة خالدة ومنهجا في الحياة، وبدون شك، سيبقى هذا “المنتخب السرابي”، أحسن رد على المغرب، الذي أعلن قبل أيام عن أول سيارتين مغربيتين حاملتين لعلامة “صنع بالمغرب”، وهذا معناه، أن نظام “عدائستان” أو “كابرانستان”، بات بارعا في صناعة العداء والكراهيــة، وشاطرا في إنتاج الوهم والسراب، وماهرا في إخراج مسرحيات الغباء، في وقت تراهن فيه الدول العاقلة على الواقعية والمسؤولية والمصداقية، وعلى مد جسور الصداقة والأمن والسلام والاتحاد والتعاون بين الأمم والشعوب، بما يساعد على كسب معارك التنمية والرخاء والازدهـار، ونرى أن المغرب كان على حق وعلى صواب، لما انخرط في اتفاقيات وشراكات تعاون بعيدا عن الفضاء المغاربي، وراهن على تثبيت الأٌقـدام في العمق الإفريقي، واستثمر في تطوير القدرات الذاتية والدفع في اتجاه كسب معارك البناء والنماء، لأن “يده الممدودة” يئست من نظام متهور، لن يأتي منه إلا الشر والشر ثم الشر، إلى أجل غير مسمى، يظهر فيه عقلاء وحكماء، يعيدون سفينة الجزائر الشقيقة، إلى طريق الخير والمحبة والأخوة والصداقة والسلام وحسن الجوار والمنافع المتبادلة…