الألباب المغربية
انطلقت أمس الثلاثاء 02 ماي الجاري بمكناس، أشغال الدورة الخامسة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وترأس رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الجلسة الافتتاحية لهذه الدورة، التي تنعقد في الفترة من 2 إلى 7 ماي الجاري تحت شعار “الجيل الأخضر: من أجل سيادة غذائية مستدامة”، وذلك بحضور، على الخصوص، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، والوزير المنتدب المكلف بالميزانية فوزي لقجع.
وتشارك المملكة المتحدة كضيف شرف للدورة، التي تسجل عودة هذا الملتقى الدولي للفلاحة بعد ثلاث سنوات من التوقف بسبب الأزمة الوبائية لفيروس “كوفيد-19“.
وبهذه المناسبة، أبرز السيد صديقي في تصريح للصحافة، أن هذه الدورة تهتم بموضوع بالغ الأهمية، ويتعلق الأمر بالسيادة الغذائية واستدامتها، في إطار تفعيل استراتيجية “الجيل الأخضر” التي أطلقها صاحب الجلالة.
وأكد، في هذا الصدد، أن الملتقى يعرف مشاركة 1400 عارض من 68 بلدا، و28 وفدا برئاسة وزاراء الفلاحة الذين سيشاركون في مختلف الندوات، ولاسيما الندوة رفيعة المستوى حول السيادة الغذائية بالمغرب وإفريقيا والبحر الأبيض المتوسط وعلى الصعيد الدولي، كما سيشهد مشاركة عدة شخصيات سياسية، وصناع القرار إضافة إلى خبراء وطنيين ودوليين، وعلماء ومهنيين بالقطاع.
وستتميز هذه الدورة الخامسة عشرة بانعقاد اجتماع وزاري رفيع المستوى بخصوص “مبادرة تكيف الفلاحة الإفريقية” (AAA)، التي أطلقها المغرب وتم اعتمادها على صعيد القارة الإفريقية.
وأشار الوزير إلى أن الدورة “ستشهد فعالية في غاية الأهمية، ويتعلق الأمر بالتعاقد بين الدولة والمهنيين من خلال توقيع عقود برامج حول قطاعات الإنتاج”، مضيفا أنه سيتم، في هذا الإطار، توقيع 20 عقد برنامج مع الفيدراليات البيمهنية.
وأوضح الوزير أن الهدف هو إشراك المهنيين في حكامة القطاع وفي مجمل سيرورة العمل، بغية الوصل إلى توازن مستقر بين سلاسل القيمة، المضطربة على إثر أزمة “كوفيد-19” وارتفاع الأسعار على الصعيد الدولي.
وتسلط هذه الدورة الضوء على الاستراتيجية الجديدة “الجيل الأخضر 2020-2030” التي تأتي لتعزيز مجمل مكتسبات مخطط المغرب الأخضر من حيث نمو واستدامة القطاع الفلاحي، عبر تطوير الرأسمال البشري.
وتهدف هذه الاستراتيجية، التي سيتم التركيز عليها خلال هذه التظاهرة الدولية، إلى المساهمة في بروز طبقة متوسطة فلاحية، وإلى تنشيط الشبيبة القروية، وتطوير الرأسمال البشري، فضلا عن تعزيز هيكلة الفلاحين ضمن تنظيمات فلاحية فعالة، مع تحقيق نقلة نوعية وتكنولوجية، من خلال إجراءات محددة على مستوى فروع القطاعات الفلاحية، وسلاسل التوزيع، والجودة والابتكار، وفي مجال الحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز قدرة القطاع على الصمود.
ويعد الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، الذي يعتبر من بين أكبر التظاهرات المخصصة للفلاحة والفاعلين في القطاع الفلاحي بإفريقيا، موعدا بارزا لاستعراض التقدم الذي أحرزه المغرب في المجال والتأكيد على الدور الحيوي الذي تضطلع به الفلاحة بوصفها إحدى الروافع الرئيسية للنمو الاقتصادي.