الألباب المغربية/ نادية عسوي
ضحك وهو يروي أن أغلب الأساتذة يدرّسون أبناءهم في الخصوصي، وأنه كان يؤدي 6000 درهم شهريًا لدعم ابنته ” المسطّلة”.
ضحك الوزير، لكن في الضحك مرارة لا يراها إلا من يُحصي الدراهم كل شهر، ويحاول أن يوازن بين كرامة تعليم أبنائه وواقع جيبه.
ستة آلاف درهم… مبلغ يعادل أجرة نفرين بالسميك، ومع ذلك يدفعه الآباء لأنهم لم يعودوا يجدون في المدرسة العمومية ما يطمئنهم على مستقبل أبنائهم.
ضحك الوزير لأنه يستطيع أن يدفع، وبكى الأولياء لأنهم لا يستطيعون، ومع ذلك يفعلون المستحيل كي لا يكون أبناؤهم ضحايا “إصلاحات” لا تنتهي.
ذلك التصريح، وإن قيل مازحًا، هو اعتراف صريح بأن المدرسة العمومية لم تعد تلبي حاجات أي شريحة من المجتمع.
الوزير ضحك من الواقع… بينما الواقع يبكينا كل يوم، في صفوف مكتظة، ومناهج متقادمة، وأملٍ يتناقص كل عام.
ضحك الوزير… لكن خلف النكتة، وطنٌ يضحك ليخفي وجعه. ضحك الوزير من همٍّ نضحك منه كي لا نبكي، لكن المدرسة ما عادت تضحك منذ زمن.