الألباب المغربية
أكد معهد “كورديناداس” Coordenadas الإسباني للحكامة والاقتصاد التطبيقي، أن المغرب يفرض نفسه على نحو متزايد كـ “وجهة جذابة ومستدامة للمستثمرين الدوليين” الباحثين عن فرص نمو “متينة ومستدامة“.
وتقول مجموعة التفكير الإسبانية، ضمن تقريرها لشهر شتنبر إن “نجاح الاستثمارات في المغرب يعتمد على مجموعة من العوامل، مثل السياسات الحكومية السليمة، والإصلاحات الاقتصادية التقدمية، والجهود المتواصلة من أجل إيجاد بيئة مواتية للأعمال“.
وأشار المعهد الإسباني إلى أن المغرب واصل “استراتيجيات حازمة وطموحة”، بهدف تحويل نفسه إلى بلد صناعي، مع تقليص تبعيته للواردات، موضحا أن هذه الرؤية “الاستراتيجية” جادت بثمارها.
وبحسب “كورديناداس”، فإن هذا النمو الصناعي جاء نتيجة لسلسلة من “التدابير الشاملة” التي تم تنفيذها في السنوات الأخيرة، والتي تشمل على وجه الخصوص، توسيع الاستثمارات في البنية التحتية الصناعية، وتحسين الحكامة والأنظمة الإدارية العامة، وتوسيع نطاق التحفيزات والدعم المقدم لشركات التصنيع الأجنبية.
وفي هذا الإطار، سلط مركز البحث الإسباني الضوء على تنويع الشركاء التجاريين والأسواق المستهدفة باعتبارها “عنصرا أساسيا” في هذه الدينامية.
وأضاف أنه “خلال العام الماضي، واصل المغرب السير قدما على هذا المسار الطموح. وخلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام فقط، جذبت البلاد ما لا يقل عن 40 ألف طلب لإنشاء المقاولات”، مذكرا بأن وزارة الخارجية الأمريكية، وصفت في تقريرها حول مناخ الاستثمار في العالم، الذي نشر في يوليوز الماضي المغرب بأنه “مركز أعمال إقليمي“.
وتوقفت مجموعة التفكير، أيضا، عند ارتفاع تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج، وعائدات السياحة، ما يتيح للمملكة زيادة احتياطاتها من العملة الأجنبية في “سياق عالمي صعب“.
وأبرز أن قطاع السياحة يتعافى مع زيادة “استثنائية” في الإيرادات تقدر بـ 170.8 في المائة. حيث بلغت عائدات السياحة، التي سجلت 34.6 مليار درهم في 2021، 93.6 مليار درهم في 2022، متجاوزة مستوى ما قبل الجائحة (78.7 مليار درهم في 2019).
وأضاف المصدر ذاته، أن السياحة، إحدى ركائز الاقتصاد المغربي، ومن خلال مساهمتها بنسبة 7 بالمائة في الناتج المحلي الإجمالي، توجد في صلب خريطة طريق استراتيجية جديدة بقيمة 6,1 مليار درهم على مدى أربع سنوات، موضحا أن الهدف هو جذب 17.5 مليون سائح سنويا وتحقيق إيرادات بقيمة 120 مليار درهم بحلول العام 2026.
وخلص المعهد الإسباني إلى أنه “في هذه الأوقات المضطربة، فإن الجاذبية المزدوجة للاستثمار والسياحة تضع الرباط في موقع جيد للسير قدما في خارطة الطريق الخاصة بها نحو التحديث الكامل لاقتصادها“.
تجدر الإشارة، أن معهد “كورديناداس” للحكامة والاقتصاد التطبيقي هو معهد للتفكير والبحث حول التفاعل بين الحكامة والاقتصاد التطبيقي، يروم التقدم بشكل بناء وحاسم في مجالات الرفاهية الاجتماعية والتقدم الاقتصادي والاستدامة البيئية.