الألباب المغربية/ سعيد آيت حمو
عندما نهج المغرب نهج التناوب بخلق تكتلات توافقية، انبثق عنها قطبين سياسيين هما الوفاق، القطب الذي عارض حكومة الراحل عبد الرحمن اليوسفي، والكتلة التي تشكلت من الأحزاب التقدمية المرجعية إلى جانب حزب الاستقلال ذو الحمولة التاريخية، ظهر جليا للمتتبعين أن المعادلة السياسية أصبحت دون توازن، بانزواء حزب الاستقلال بثقل كوادره المخضرمين من السيد الخليفة والعربي المساري وعباس الفاسي والراحل امحمد بوستة ومحمد الوفا ومليكة العاصمي وغيرهم وجيل الشباب من عادل الدويري وكريم غلاب وياسمينة بادو و….. وحزب الإتحاد الاشتراكي بكوادره من الأستاذ الفذ عبد الرحمن اليوسفي والسيد اليازغي وعبد الواحد الراضي وإدريس لشكر وفتح الله ولعلو والكحص و…. وغيرهم بدى على المعارضة ضعف وفتور، بل أضحت عاجزة عن مقارعة سياسيين محنكين ورجال دولة متمكنين من جزئيات تسيير الشأن العام… لاحظ الجميع ذلك الخلل في التوازنات التي بدت واضحة على المشهد السياسي المغربي وظهرت حكومة التناوب في مظهر القوي الذي لا يقهر…. بل تجلت قوتها في الإصلاحات التي جاءت بها حيث كان الاقتصاد الوطني منهارا بعد خروجه من مرحلة التقويم الهيكلي، وكان الدين الخارجي يزيد عن أربعة وعشرين مليار دولار، ما يقارب المائة بالمائة من الناتج الداخلي الخام…. عملت حكومة التناوب على تقويم الاقتصاد الوطني فأفلحت، وجاءت ببعض الإصلاحات التي عمت على البلاد بالفائدة، وخلصت الوطن من الدين الخارجي وكان لها دور، فيما نحن عليه حاليا من نقلة نوعية جعلت بلادنا بمصاف الدول الراقية رغم بعض النواقص والمعيقات التي لازالت تلازمنا…. لغياب معارضة قادرة على مقارعة العزيمة المغربية ورجالاتها الأكفاء، أصبحت لنا دولة تجاورنا بالشرق تشكل معارضة لنا دون أن تلج برلماننا ودون أن تستفيد من ميزانيتنا، لقد أصبح حكام هوكلاندا الشرقية بقصر المرادية ومن يدور في فلكهم مهووسين بمشاكسة وبمعارضة المغرب…. همهم الوحيد هو عرقلة تطور هذا البلد… من خلق جمهوريات الوهم والبؤس إلى خلق الإشاعات ونفث سموم الأخبار المزيفة، غاضين أبصارهم عما يجري ببلاد شهداء اللقالق والغربان من بؤس وفقر وغم… تقام الطوابير للحليب وزيوت المائدة، تتحكم شرذمة من الجنود المجنرلة “أي جنرالات حاليين جنود بسطاء عند بداية الخدمة” في ذمم وقاب العباد وفي غد ومستقبل البلاد… تتبعها في ذلك صحافتهم المعتوهة التي تصور بلاد الطوابير في صورة القوة الضاربة حسب قول كبيرهم… فعلا هي قوة ضاربة في الغباء بالمنطقة… ضاربة في الخبث والحقد…. لم نكن لنرد على معارضتنا المجانية لولا تماديها في معادات وحدتنا الترابية المقدسة، وخلال الشهر الفضيل سنقدم ورقة تعريفية عن كل معتوه بهوكلاندا للتعريف بأبهى وأعظم غباء عرفته البشرية….
ملحوظة: تحد دولة هوكلاندا بالمغرب غربا والبحر الأبيض المتوسط شمالا وليبيا وتونس شرقا ومالي والنيجر وموريتانيا جنوبا. سميت ب هوكلاندا نسبة إلى عدم قدرة حكامها نطق كلمة المغرب ولو تعلق بصلاة المغرب حيث يعرفون المملكة المغربية بدولة هك بضم الهاء، بذلك يصبح أهلها هكاويين من هوكلاندا.