الألباب المغربية/ حليمة صومعي
شهدت تجزئات كل من “لقاسمية”، و”الشباب”، و”المستقبل”، بمدينة بني ملال، وقفة احتجاجية حاشدة، عبّر خلالها السكان عن سخطهم وغضبهم الشديد مما وصفوه بـ”الكارثة البيئية” التي تخنق يومياتهم وتحول حياتهم إلى جحيم لا يُطاق، بسبب مطرح النفايات “أولاد ضريد”.
مع كل ارتفاع في درجات الحرارة، تتضاعف معاناة ساكنة التجزئات المذكورة، حيث تنبعث من المطرح المشار إليه، جراء انبعاث روائح كريهة تزكم الأنوف وتفسد الهواء، مما تسبب في ارتفاع عدد حالات الإصابة بالحساسية، والشقيقة، وأمراض تنفسية متعددة، خصوصاً في فئة الأطفال.
في ذات السياق، فإن السكان، الذين خرجوا للاحتجاج في مشهدٍ يغلب عليه الإحباط ممزوجًا بالأمل في الانفراج، أكدوا أن الروائح الكريهة لا تعرف وقتًا، فهي تحاصر البيوت ليلًا ونهارًا، وتفسد عليهم أبسط حقوقهم في العيش الكريم، من تنفس هواء نقي إلى النوم براحة أو حتى الاستمتاع بأوقاتهم داخل منازلهم.
كما لم تخلُ الشعارات التي رددها المحتجون، من تسليط الضوء على ضعف البنية التحتية في هذه الأحياء، والتي تزيد من معاناة الساكنة، إذ تتحول بعض الشوارع إلى برك آسنة ومستنقعات تنبعث منها روائح إضافية وتستقطب الحشرات والبعوض، في غياب تام للتدخلات الجماعية الجادة.
وأكد عدد من المشاركين في الوقفة، أن الأمر لم يعد يُحتمل، وأن الاستمرار في تجاهل مطالب الساكنة يعني التمادي في الاستهتار بصحتهم وكرامتهم، داعين السلطات المحلية والإقليمية إلى التحرك العاجل لإيجاد حلول واقعية ومستدامة، وعلى رأسها نقل المطرح إلى منطقة بعيدة عن التجمعات السكنية، ووضع حدٍ لهذا العبث البيئي والصحي.
ويبقى السؤال مفتوحًا أمام من يهمهم الأمر، هل ستبقى صرخة سكان القاسمية والشباب والمستقبل حبراً على ورق؟ أم أن التحرك الجاد سيأتي قبل فوات الأوان؟