الألباب المغربية/ محمد الدريهم
تنظم جامعة القاضي عياض بمراكش ومرصد أوكايمدن الفلكي تظاهرتين علميتين دوليتين كبيرتين: الدورة الثامنة لمدرسة أوكايمدن الدولية للفيزياء الفلكية، المعروفة اختصارًا باسم OISA، والمقرر عقدها في الفترة من 18 إلى 22 نوفمبر، والنسخة الخامسة للقاء الدولي حول النجوم المتغيرة RR LyraeوCepheid 2024، المقرر عقده في مراكش في الفترة من 24 إلى 30 نوفمبر 2024.
استمرارًا لتطوير تخصص الفيزياء الفلكية بشكل عام من خلال مرصد أوكايمدن الفلكي، وخاصة تخصص الفيزياء الفلكية والنجوم المتغيرة، الذي يحاول تطويره بالمرصد الفريق المغربي، حيث صرح البروفيسور بنحيدة عبد المجيد، رئيس المؤتمر، “لقد حاولنا وبذلنا كل ما في وسعنا لاستقدام هذا المؤتمر الدولي إلى المغرب وإفريقيا لأول مرة، ولهذا بذلنا كل ما في وسعنا لتطوير هذا التخصص في المغرب ودمج الباحثين في إفريقيا”.
مضيفا “خلال المؤتمر الأفريقي، عقدنا جلسة خاصة حول تخصص النجوم المتغيرة والفيزياء الفلكية، وتواصلنا مع الباحثين وقدمنا لهم ما نقوم به، وحاولنا إنشاء شبكة أفريقية لهذا التخصص الذي ينوي المغرب أن يلعب فيه دورًا رائدًا بالفعل. وفكرنا أيضا في الطلبة الشباب، وكانت هذه فرصة للجمع بين الطلبة الأفارقة والطلبة الغربيين، وفكرنا في المدرسة التي ستبدأ في 18 نوفمبر وتستمر لمدة أسبوع تقريبا، وسيشارك فيها كبار المتخصصين في الفيزياء النجمية، بالبرامج التي سيقدمونها هي الأحدث التي ترقى حقا إلى المستوى وتدرس في الجامعات الكبرى، وهذه فرصة عظيمة لطلابنا وللطلاب الأفارقة على وجه الخصوص”.
وبحسب بنحيدة عبد المجيد، فإنه بمجرد الانتهاء من تدريبهم في مجال الفيزياء النجمية، سيحضر الطلبة بعد ذلك المؤتمر الدولي الذي سيبدأ في 24 نوفمبر وسيحضره جميع المتخصصين في هذا المجال في العالم وعلى رأسهم آدم رايس الحائز على جائزة نوبل، حيث سيتم تمثيل جميع القارات.
وفي الوقت نفسه يقول بنحيدة عبد المجيد، حاولنا أن نجعل جميع الطلبة في الجامعة وعامة الناس في مراكش والمنطقة المحيطة بها يستفيدون من عملنا من خلال تنظيم أنشطة توعوية كالعادة، وسنقوم بزيارة الفتيات في دار الطالبة في مراكش، حيث أنشأنا بالفعل نادياً فلكياً, كما سنحاول استقدام أخصائيين للتحدث إلى الشبابفي المدارس بالمناطق المتضررة من زلزال الحوز.
وحسب المنظمين، فإن الدورة الثامنة من مدرسة أوكايمدن الدولية للفيزياء الفلكية تهدف إلى نقل الخبرات في مجال الفيزياء الفلكية، خاصة النجوم المتغيرة إلى الطلبة الأفارقة والأجانب، بالإضافة إلى الطلبة المغاربة الذين يتابعون دراستهم للحصول على شهادة الماجستير في علم الفلك والفيزياء الفلكية بكلية العلوم بمراكش. سيدير المدرسة باحثون مغاربة ودوليون متخصصون في النجوم المتغيرة، بالإضافة إلى طلبة الدكتوراه في الفيزياء الفلكية بكلية العلوم السملالية.
في الفترة من 18 إلى 22 نوفمبر 2024، المخصص للنسخة الثامنة من مدرسة أوكايمدن الدولية للفيزياء الفلكية (OISA 2024) تحت شعار “الفيزياء النجمية لفائدة الطلاب المحليين والدوليين”، سيمكن للطلبة الأفارقة أن يشاركوا في المدرسة الدولية للفيزياء الفلكية التي تعد من أهم أنشطة مرصد أوكايمدن في مجال التدريب والتكوين من خلال البحث، وذلك برعاية الجمعية الفلكية الإفريقية. وتلعب مدرسة أوكايمدن الدولية للفيزياء الفلكية دورًا حاسمًا في تعزيز التعاون وتبادل المعرفة واستكشاف أحدث التطورات في مجال الفيزياء الفلكية.
وللمرة الأولى في أفريقيا، ستُعقد الدورة الخامسة من اللقاء الدولي حول النجوم المتغيرة RR LyraeوCepheid 2024 في مراكش في الفترة من 24 إلى 30 نوفمبر 2024، وقد عُقدت الدورات السابقة في فيشيغراد، المجر، في عام 2015، وفي نيبولوميتش، بولندا، في عام 2017، وفي كلاودكروفت، الولايات المتحدة الأمريكية، في عام 2019، وفي لابالما، إسبانيا، في عام 2022.
هذا وسيركز المشاركون خلال هذا الحدث الدولي على تطوير علم الفلك في أفريقيا، بهدف تمكين الباحثين بالقارة من تبادل خبراتهم وتجاربهم المكتسبة في دراسة النجوم المتغيرة RR LyraeوCepheid.سيمكن تجمع المنظرين والتجريبيين وسيتيح الفرصة لعرض أعمالهم الأخيرة، وتعزيز التعاون ووضع أفريقيا في هذا المجال البحثي.
وبحسب المنظمين دائما، فإنه سيتم خلال هذا اللقاء الدولي إلقاء عدد من المحاضرات للجمهور العام من قبل علماء الفيزياء الفلكية المشهورين دولياً، بما في ذلك آدم رايس الحائز على جائزة نوبل، والذي سيلقي محاضرة عن البيانات المستقاة من تلسكوب جيمس ويب (JWST)، وكاثي فيفاس (جامعة ييل) وراتشيلبيتون (جامعة برينستون).
كما وضع منظمو هذه الفعاليات نصب أعينهم هدف تعزيز علم الفلك الشامل وتوجيه الطلبة الشباب نحو مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وكجزء من ذلك، سيقومون هم وعلماء الفلك المشاركون في الاجتماع بتنظيم زيارات إلى جمعيات (دار الطالبة بمراكش) ومدارس في مراكش والمناطق المجاورة لها والتي تشجع تعليم الفتيات الريفيات، وخاصةً الفتيات من أوساط محرومة.
ختاما، تجدر الإشارة إلى أن أفريقيا شهدت في السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا في علم الفلك والفيزياء الفلكية. وفي هذا السياق، يعتبر مرصد أوكايمدن الفلكي أحد أهم المراصد في أفريقيا والعالم. وقد شارك في عدد من الاكتشافات التي نُشرت في مجلات علمية مرموقة، بإدارة أو بمشاركة باحثين مغاربة، لا سيما حول الكواكب الخارجية والأجسام الصغيرة في نظامنا الشمسي، والنجوم المتغيرة.