الألباب المغربية
(*) مصطفى طه
محمد أملود، السياسي المحنك والمخضرم، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، ظاهرة سياسية تستحق الدراسة والبحث، إنه إحدى الأهرامات السياسية النادرة على مستوى جهة سوس ماسة.
وفي السياق ذاته، أملود الذي يتحمل مسؤولية رئاسة مجلس عمالة إنزكان أيت ملول، يمارس السياسة باحترافية كبيرة، ينهزم بصعوبة وينبعث بسهولة، خلال حياته السياسية الطويلة عرف كل أشكال الانتصارات والهزائم، كل أشكال الغدر والخيانة والوفاء، كل أشكال المواجهات مع المقربين ومع الخصوم، خطيب بليغ مفاوض قوي، رجل تنظيم بامتياز، إنه بالفعل سياسي حكيم من جيل الساسة الكبار.
محمد أملود يبلغ من العمر 82 سنة تقريبا، أبى إلا أن يطبع على مسيرة حافلة ومليئة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بحيث غير جلده السياسي غير ما مرة، بين أحزاب كل من الاتحاد الدستوري، والاستقلال ثم الأصالة والمعاصرة، حيث شغل مهمة رئيس بلدية إنزكان (وفق نظام ما قبل 2015) وبرلمانيا بالدائرة الانتخابية لإنزكان في وقت سابق، ورئيس سابق لجامعة غرف الصيد البحري بالمغرب.
وصلة بالموضوع، رجل متشبث بثوابت الأمة ومقدساتها، وفاعل خير مشهود له باستباق الخيرات، وفِيُّ لمواقفه السياسية، وفِيُّ لجميع الأحزاب التي مرت منها، وفِيُّ لأحلام وطموحات وطنه، وفِي لقبعته أيضاً أينما حل وارتحل.. بلا كلل ولا وهن، يكابد جسداً نال منه الزمن، يحضر لقاءات وندوات، ليبث الأمل في كل مناسبة.
وضعه الصحي لا يمنعه من التنقل إلى مدن المغرب، من أجل حضور الندوات أو التجمعات التي يدعو إليها حزب الأصالة والمعاصرة، أو حفلات تكريمه، رجل إجماع نادر، ويحظى باحترام وتقدير من القريبين منه والبعيدين، جريء وثابت في بحر السياسة، وهذا أمر نادر؛ فهناك من توارى ولم تعد لهم كلمة يدلي بها في الشأن السياسي، أما المستمرون من أقرانه فهم متذبذبون.
السياسي أملود، يقدم نفسه كنموذج سياسي متخلق، يعمل بجد معتمدا على البساطة، والاحترام لجميع فرقائه السياسيين، فهو يتواصل بلباقة، وخطاب هادئ ومتحضر، يحاول ما أمكن تجنب الصراعات والمشاحنات، كما تجده دائم الابتسامة، وهو ما يفتقده العديد من السياسيون.
ويشهد جميع المهتمين بالشأن السياسي على مستوى جهة سوس ماسة، بحنكة وحكمة الرجل، حيث كسب احترام الحلفاء والخصوم معا، كما يشهدون له أيضا بخبرته في الشأن السياسي والحزبي، وأيضا على مستوى التسيير الجماعي، والإقليمي والجهوي على العموم.
محمد أملود، رجل سياسة عظيم ومناضلا قويا وعصاميا، بعد عمر طويل إن شاء الله، سيبقى اسمه منقوشا في ذاكرة وتاريخ السياسة بالجهة، بحروف من ذهب، وستبقى سيرته السياسية والإنسانية، محفّزة للمناضلين الوطنيين الشرفاء الصادقين.
(*) سكرتير التحرير