الألباب المغربية/ الحسن باكريم
“كن مثل الضوء في الظلام، وكن الهدوء في وسط العاصفة، وكن السلام حين تندلع الحرب”. مايكل دولان
جرى يوم الجمعة الماضي بالدار البيضاء انتخاب محتات الرقاص، مدير نشر جريدة “بيان اليوم” والبيان باللغة الفرنسية، رئيسا جديدا للفدرالية المغربية لناشري الصحف خلفا لنور الدين مفتاح.
وتم انتخاب الزميل محتات الرقاص، أحد قيدومي الصحافة الحزبية بالمغرب، المرشح الوحيد، بالإجماع خلال أشغال المؤتمر الوطني العاشر للفدرالية المغربية لناشري الصحف، وهو اختيار أكثر من صائب، وأكثر من واقعي، في هذه المرحلة “المظلمة” من تاربخ الصحافة المغربية، حيث اختلط الحابل بالنابل.
اختيار هذا الرجل المتصف بالحكمة والرزانة في هذا الظرف الحالك بالتناقضات، رئيسا لناشري الصحف بالمغرب، سيحسب للفدراليات وللفدراليين في ميزان حسنات تاريخ الصحافة المغربية، لأن سي محتات رقاص المناضل العضوي ينطبق عليه قول مايكل دولان، فهو كالضوء في الظلام وكله هدوء أثناء العواصف ومسالم مع أعتى الأعداء.
الزميل محتات سيقود الفدرالية في مرحلة صعبة، تنتظر الكثير من الحكمة والتبصر لإنقاذ الصحف المغربية وناشريها من أزمة معقدة بسبب التداعيات الداخلية والمستجدات الوطنية بعد أزمة المجلس الوطني ولجنة الوزير الواصي على قطاع التواصل، وبسبب التحولات المجتمعية الخاضعة للتحولات العالمية والتأثير المباشرة لمواقع التواصل الاجتماعي التي انضاف إليها اليوم الذكاء الإصطناعي.
في ظل هذه الأزمة وتبعات مرحلة جائحة كورونا تعاني المقاولات الإعلامية، خاصة في الجهات، من صعوبات ثقيلة بسبب غياب الدعم والحرمان من الإعلانات والتحقير المزدوج من طرف ذوي القربى ومن المؤسسات والمنتخبين، وضبابية القوانين المتعلقة بتفعيل الجهوية المتقدمة، التي أقصت المقاولات الإعلامية الجهوية من الاعتراف الحقيقي.
في ظل هذه الأزمة يبقى التحدي الأكبر أمام الفدرالية المغربية لناشري الصحف ورئيسها الجديد، إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المقاولات الإعلامية الجهوية، الخزان الحقيقي للمعلومة والخبر، الأمر الذي أصبح يزعج بعض الجهات المريضة بالمركزية المفرطة. الجهات هي اليوم مهد الإعلام المواطن ولا تنمية جهوية ومحلية بدون هذا الإعلام.
ولنا اليقين أن الزميل محتات، مع باقي مكونات الفدرالية، وعي بكل هذه القضايا وبحكم تجربته ورزانته وهدوئه سيواجه هذه التحديات ومن ضمنها تحدي الإعلام الجهوي.