الألباب المغربية
تحرير مصطفى طه
تم، الأربعاء 30 أكتوبر الجاري بأديس أبابا، تسليط الضوء على الرؤية الملكية لمكافحة آثار تغير المناخ بإفريقيا، خلال مشاورات مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي حول “الموقف الإفريقي المشترك بشأن التغيرات المناخية والسلم والأمن”.
وذكر السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا، محمد عروشي، خلال هذه المشاورات، بأن المغرب دأب على التعبئة من أجل مواقف إفريقية مشتركة بشأن القضايا البيئية، مبرزا التزام المملكة النابع من السياسة الإفريقية التي ينتهجها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وكذا رؤية التضامن الفاعل والمسؤولية الجماعية، التي لطالما دافع عنها جلالته منذ قمة الأرض بريو سنة 1992.
كما أبرز الدبلوماسي، أن المغرب كان دائما في طليعة الجهود الرامية إلى تعزيز قدرة الدول الجزرية الإفريقية على التكيف مع تغير المناخ، لاسيما من خلال خمسة إجراءات ملموسة، بما في ذلك تنظيم قمة العمل الإفريقية الأولى، على هامش مؤتمر كوب 22، والتي اعتمدت عدة مبادرات تهدف إلى تعزيز قدرة إفريقيا على الصمود في مواجهة التهديدات المناخية، وخاصة المبادرة الإفريقية للتكيف، ومبادرة تكييف الزراعة الإفريقية، فضلا عن مبادرة الأمن والاستقرار والاستدامة.
وأضاف أن هذه المبادرات تشمل أيضا إحداث ثلاث لجان إفريقية للمناخ، بما في ذلك لجنة مخصصة تحديدا للدول الجزرية، وتنظيم اجتماع وزاري بشكل مشترك مع سيشل، حول “تفعيل لجنة المناخ في الدول الجزرية: نحو التنفيذ العمل”، على هامش مؤتمر كوب 27، وذلك بهدف تعبئة الأعضاء والشركاء حول خارطة طريق تحدد الأهداف التي يتعين تحقيقها.
وأشار عروشي أيضا إلى إحداِث مركز الكفاءات في مجال تغير المناخ، كمنصة لبناء القدرات وتبادل المعلومات حول تغير المناخ، والدعوة إلي ضرورة أن يدمج أي تعاون مع إفريقيا منهجية للمواكبة من أجل التكيف مع متطلبات المناخ، وكذا الدعوة التي توجت ببلورة موقف إفريقي مشترك، بشراكة مع الأمم المتحدة، عقب تنظيم حوار إقليمي حول الأنظمة الغذائية في يوليوز 2021.
كما أعرب الدبلوماسي المغربي عن قلقه بشأن آثار تغير المناخ في إفريقيا، مشيرا إلى أن إفريقيا تعد من أكثر القارات هشاشة في العالم رغم أنها الأقل مساهمة في انبعاثات الغازات الدفيئة.
وأشار إلى أن إفريقيا، المعرضة بشدة لمخاطر تغير المناخ، تشهد تأثيرات مختلفة للتغيرات المناخية، بما في ذلك الجفاف والإجهاد المائي، والظواهر الجوية القصوى، وانخفاض الإنتاج الزراعي، وإزالة الغابات وفقدان التنوع البيولوجي، وارتفاع مستوى سطح البحر، والتأثير على الصحة العامة والهجرة المناخية.
من جهة أخرى، أبرز عروشي أن مكافحة آثار تغير المناخ في إفريقيا تتطلب نهج مقاربة مندمجة توحد الجهود على المستويات المحلية والوطنية والدولية من أجل التخفيف من آثار تغير المناخ على السكان والمنظومات.
وقدم السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا إلى مجلس السلم والأمن توصيات استراتيجية ينبغي أن تشكل العناصر الأساسية لبلورة الموقف الإفريقي المشترك في هذا المجال، ولا سيما الاستثمار في الطاقات المتجددة، وتعزيز الزراعة المستدامة، وإدارة والمحافظة على الماء، وتعزيز السياسات البيئية، والتكيف والقدرة المجتمعية على الصمود، والتمويل والشراكات الدولية، وتعزيز البحث والابتكار التكنولوجي، وتعبئة المجتمع المدني والشباب والتخطيط الحضري المستدام. كما شدد الوفد المغربي على أهمية المقاربات المندمجة التي يمكن أن تساعد إفريقيا على مواجهة التحديات المناخية، من خلال الحد من آثارها البيئية مع تحفيز التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن تغير المناخ لا يزال يشكل تحديا عالميا، ولكن يمكن لإفريقيا أن تلعب دورا أساسيا من خلال تنفيذ استراتيجيات لتعزيز القدرة على الصمود وتشجيع التنمية المستدامة.