الألباب المغربية/ ذ. الحسين بكار السباعي

وجهة نظر متواضعة، إغناءا للنقاش البناء والموضوعي بخصوص الإحتمالات المرتقبة، في ظل إستمرار غليان الشارع والتطورات الخطيرة لليلة البارحة:
- التعديل الوزاري ويتمثل في تغيير عدد من الوزراء وإستقدام كفاءات جديدة. قوته تكمن في كونه سريعا وأقل تكلفة دستورية وسياسية، كما يحافظ على إستقرار المؤسسات. أما ضعفه فيكمن في أنه قد يعتبر حلا ترقيعيا إذا لم يكن عميقا، وقد لا يقنع الشارع إذا بقيت السياسات على حالها.
- إستقالة رئيس الحكومة وتؤدي دستوريا إلى سقوط الحكومة بأكملها، قوتها أنها قد تفتح الباب أمام إعادة تشكيل مشهد سياسي جديد يمنح شرعية متجددة، أما ضعفها فهو احتمال دخول البلاد في مرحلة فراغ مؤسساتي، خاصة إذا عجز الحزب المتصدر عن تشكيل أغلبية جديدة.
- ملتمس الرقابة آلية تمنح البرلمان سلطة إسقاط الحكومة، قوته في كونه آلية ديمقراطية محضة تعكس قوة الرقابة البرلمانية، لكن ضعفه أنه شبه مستحيل في ظل انسجام الأغلبية الداعمة للحكومة، مما يجعله أقرب إلى الإحتمال النظري منه إلى الواقعي.
- الحوار الوطني برعاية جلالة الملك خاصة أن عموم المواطنين ينتظرون خطابا ملكيا ومدويا في الساعات القليلة والقريبة، تدخل ملكي يتيح جمع مختلف القوى السياسية والإجتماعية حول طاولة واحدة، يفرز توافقات واسعة دون تعطيل المؤسسات الدستورية، قوته تكمن في ضمانة جلالة الملك كحكم أعلى وتاريخ المؤسسة الملكية يشهد بلعب دور التوازن.
- إنتخابات مبكرة وتمثل إعادة الكلمة للشعب لإفراز أغلبية جديدة، قوتها أنها خيار ديمقراطي صريح يضمن تجديد الشرعية الشعبية، أما ضعفها فيتمثل في تكلفتها الزمنية والمالية، وإحتمال أن تفرز نفس الخريطة الحزبية أو تعمق الإنقسام، مما قد يزيد من الإحباط وفقدان الثقة.
وبالتالي يمكن الحسم أن الخيار الأمثل في المدى القريب هو خطاب ملكي حاسم لتدبير المرحلة وتهدئة الشارع، وتعديل حكومي عميق وحوار وطني مسؤول لتدبير المرحلة إلى حين الإعلان عن الإنتخابات. الله الوطن الملك ..الوطن أولا وأخيرا.