الألباب المغربية/ زهور حليم
لا أريد أن أتكلم عن فاجعة بني ملال وما تروج من أخبار عن ما هي الأسباب التي أدت إلى وفاة 26 من المواطنين وما أدلت به الجهات المعنية بالصحة…. قبل أن أتقصى وأعرف من ساكنة المنطقة.. لأنني أنتمي لمدينة بني ملال، أبا عن جد وأعرف جيدا إمكانيات المنطقة لأنها تعتبر من أغنى المناطق المغربية إضافة إلى ادخار من العملة الصعبة لأبناء المنطقة المهاجرين ….
السؤال المطروح الآن.. كيف يمكن لمستشفى كبير ووحيد ببني ملال للأسف أن لا يتوفر على أبسط المعدات الضرورية لاستقبال المرضى أو الحالات الإستعجالية ؟…
نعم.. نعرف منذ القدم، أن المنطقة تعرف ارتفاع في درجات الحرارة في فصل الصيف وهذا أمر عادي جدا لأنني عشته هناك الحرارة تتجاوز 46 درجة منذ الأزل والذي لا يعرفه الكثيرون أن ناس المنطقة تعودوا على هذا الجو فصل صيف حار وبارد شتاءا يعني جميع إمكانيات التأقلم موجودة… لكن أن نعزي سبب الوفيات لدرجة الحرارة دون أن نعرف السبب الأصلي الذي يكمن في التدخل الصحي والمستعجل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه هنا نصمت قليلا… كيف لمدينة كبني ملال أن لا تتوفر على وحدة صحية مجهزة لكل الطوارئ التي يمكن أن تقع خصوصا بفصل الصيف وما يرافقه من حالات التسمم وحالات الاختناق الذي تصيب الساكنة كالربو أو من يعانون من مشاكل تنفسية …
هذا من جهة، من جهة أخرى أين هم المسؤولون عن الجهة..؟
هل لابد من تدخل عاهل البلاد أو وزارة الداخلية من أجل إعطاء تعليمات حتى يمكن أن نصلح ما تم إفساده وإهماله… هل حياة المواطنين رخيصة لهذه الدرجة ..؟؟ هل الحق في العيش الكريم والكرامة الإنسانية أصبح من الكماليات وليس حق من الحقوق كما نصت عليه المواثيق الدولية…. ما نعيشه بقطاع الصحة عامة أصبح يدمي القلب رغم ما قام به صاحب الجلالة من فتح أوراش كبرى من أجل إصلاح منظومة الصحة للأسف… لم نرى إلا تفاقم في الأوضاع المزرية والوضع أصبح كارثي لما نتحدث عن المغرب العميق..
السؤال الذي يطرح نفسه من المسؤول وإلى أين نحن ذاهبون بهذا الاستهتار ؟ يجب ربط المسؤولية بالمحاسبة.. كفانا من العبث.