الألباب المغربية/ مصطفى البارزي
لا يولد الأطفال صادقين، لكنهم يتعلمون الصدق والأمانة شيئا فشيئا من البيئة، إذا كان المحيطون بهم يراعون الصدق في أقوالهم وأعمالهم ووعودهم، أما إذا نشأ الطفل في بيئة تتصف بالخداع وعدم المصارحة والتشكيك في صدق الآخرين، فأغلب الظن أنه سيتعلم الاتجاهات والأساليب السلوكية نفسها في مواجهة مواقف الحياة وتحقيق أهدافه.
ومن الخطأ الظن بأن الطفل الصغير لا يفرق بين الكذب والصدق، فالطفل في مقدوره تماما أن يفرق بين ما هو صادق وما هو كاذب لا سيما المتعلق بالأمور والرغبات الخاصة به.
والطفل الذي يعيش في وسط لا يساعد على تكوين اتجاه الصدق والتدريب عليه، يسهل عليه الكذب، خصوصا إذا كان يتمتع بالقدرة الكلامية ولباقة اللسان، وكان أيضا خصب الخيال، فكل الإستعدادين مع تقليده لمن لا يقولون حوله الصدق ويلجأون إلى الطرق الملتوية وانتحال المعاذير الواهية يدربانه منذ طفولتهم على الكذب.
وعلى هذا الأساس فإن الكذب صفة أو سلوك مكتسب كما نتعلم الصدق وليس صفة فطرية أو سلوكا موروثا.
والكذب عادة وعرض ظاهرين لدوافع وقوى نفسية تجيش في نفس الفرد سواء كان طفلا أو بالغا، وقد يظهر الكذب بجانب الأعراض الأخرى السرقة أو شدة الحساسية العصبية، أو الخوف إلى غير ذلك من الأعراض.