الألباب المغربية / محمد المتوكل
كثر الناعقون والزاعقون والمنفوشون والمتدثرون بنوع من الحداثة المفترى عليها والرقي المزعوم والتقدم المتراجع والسمو المشكوك في أمره من زمرة الحاقدين والشامتين والمتزندقين والمتعلمنين والمتصهينين الذين يرفعون عقيرتهم بالصراخ و(الغوات) و(الزكا) من أجل أن يمرروا لأبناء الشعب المغربي ما مراده أنهم خارج الاجماع وأنهم يغردون خارج السرب وأنهم يمارسون الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وهم في الواقع إنما يمارسون ما يسمى ب(خالف تعرف)، لأنه من كثرة نبذ وطرد وسخط الطبقة المغربية الشريفة والعلماء الأجلاء والفقهاء النوابغ والمتجدرون في الأسام والعروبة والأصالة والمعاصرة الحقيقية لعؤاء الشرذمة من القوم، أصبحوا يهرفون بما لا يعرفون، ويجأرون كالكلاب العاوية والتعالب الضارية والضباع الهاوية والتي لا يكاد يسمع لها صوت وهي تكلم نفسها فبالأحرى أن تسمع من بجانبها أو من يبتعدد عنها قليلا أو كثيرا.
فهولاء العنصريون والمحسوبون على المغاربة والذين يسكنون ترابها ويلبسون لباسها ويشمون أوكسجينها ويأكلون من خيراتها ويتبرعون بما لذ وطاب في مملكة تنعم في الخيرات، لكن كل تلك الخيرات تذهب الى علية القوم وسدنة المجتمع الذين يغتنون بتفقير الشعب الفقير والمغلوب على أمره والذي لا يملك لنفسه حولا ولا قوة، هؤلاء المجرمون الذين يصدحون بالليل والنهار وفي مختلف وسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة والمرئية بكونهم أنهم مختلفون ويفكرون بشكل غير جمعي وأن لهم أفكارهم وتصوراتهم وملاحظاتهم حول عديد من الأفكار والقضايا داخل المغرب وخارجه، وتبقى أبرزها القضية الفلسطينية قضية المغرب والمغاربة الثانية بعد الوحدة الوطنية والصحراء المغربية، هؤلاء الخارجين على الإجماع أو العصابة إن صح التعبير، وبالمناسبة فهم يسمون أنفسهم كذلك ولم يتجنى عليهم أحد في الإسم، يصرحون (بالعلالي) ونهارا جهارا بأنهم مع اسرائيل ومع العدو الإسرائيلي والقاتل الصهيوني ضدا في غزة وفلسطين الحبيبة التي أبادها المجرمون الصهاينة وقتلها المتغطرسون الأبالسة من اليهود العنصريين وشردوا أولادها ورملوا نساءها وقطعوا الماء والكهرباء على سكان فلسطين وخاصة غزة الجريحة، بل واغلقوا المعابر واسكتوا المنابر، بعد أن كانت المساجد تصدح بذكر فلسطين والفلسطينيين وتدعو لهم بالنصر والتمكين إضافة إلى بعض الدول الأخرى كالعراق وسوريا وافغانستان وغيرها من الدول الجريحة والمنكوبة والمسلوبة والمحلوبة بفعل خونة الداخل وبتواطؤ مع الخارج، بل وخرجوا شياطينهم ورموزهم الإبليسية تقول بصريح العبارة كلنا إسرائيليون في حماقة ما بعدها حماقة وصفاقة ما بعده صفاقة ومهزلة ما بعدها مهزلة.
ولكن بالعودة قليلا إلى الوراء سنجد أن ما عبر عنه هؤلاء الأبالسة من تعبيرات مشينة ونعوت قدحية وقالوا كلنا إسرائيليون كم قال امبراطور التطبيع والرجل الذي يزور اسرائيل كما ينتقل من غرفة نومه الى الصالون، لكن الصالون المقصود هنا هو صالون عبري يهودي عنصري صهيوني يتلقى فيه هو وعصابته الأموال التي (تترعرع)، والتعليمات التي لا بد من تطبيقها حرفيا وبدون زيادة أو نقصان، والتي يترجمها هذا المتصهين وزميله في التصهين والتطبيع وغيره من مطبعي الأمة ومتصهينيها الذين يأكلون الغلة ويسبون الملة في تحد صارخ بين المبادئ والقناعات والأفكار والتي تصب جلها أو كلها في خدمة الأجندات الصهيونية وتنزيل المذكرات اليهودية، وأجرأة القرارات الإسرائيلية والتي كانت تتم في السابق بشكل سري إلا أنها الٱن خرجت للعلن تحت مسمى التطبيع وحلحلة العلاقات المغربية الإسرائيلية.
يبدو إذن مما سبق أن بعض شرائح المملكة المغربية يوجد بها من هو عكس التيار وخارج الإجماع وضد المصلحة العليا للبلاد كمثل هؤلاء الصهاينة والمتصهينين من بني جلدتنا والذين من فرط ما أكلوا من أموال البترول بعض الدول والأوامر الإسرئيلية والدعم الأمريكي أصبحوا كالدمى في يد الأسياد يأتمرون بأوامرهم وينفذون مخططاتهم وخاصة على المستوى الإعلامي باعتبارهم وغيره من علمانيي البلاد ومتصهيني العقيدة لا يفتؤون يعبرون عن هذا التوجه الفاسد والعقيدة الخارجة عن الإجماع عبر وسائل الإعلام التي تعتبر السلطة الرابعة الخطيرة والموجهة للرأي العام في كل ثنايا المجتمع وطياته وحيثياته، والتي يملكون فيها هؤلاء العصابة حصة الأسد ويسيرون امبراطورية إعلامية كبيرة تهلل بالصهاينة وتسبح بحمدهم، مقابل أموال طائلة وعمولات سخية.
لكن يبدو أنهم وغيرهم (سقطوا في الواد بجوايجهوم)، وأنهم بأفعالهم تلك وشنائعم تلك والتي لا تمثلهم إلا هم أصبحوا عبارة عن وصمة عار على أنفسهم أولا وعلى المجتمع المغربي ثانيا، وبالتي أعلنوا عن أنفسهم على أنهم لا يمثلون إلا أنفسهم الأمارة بالسوء، والتي قد تدر عليهم بعض الدريهمات القليلة والتي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولكن ستجلب عليهم العار والشنار الى يوم البعث، لأنهم في الحقيقة يحاولون اللعب بقضية أساسية هي في معتقدات المغاربة تأتي بعد القضية الأولى للمغاربة وهي الوحدة الوطنية والصحراء المغربية، وأن المغرب والمغاربة على مر الزمان لا يمكنهم التفريط في هذه القضية ولو (بقطيع الراس)، وأن فلسطين في القلب وفي الواجهة وفي الوجدان وفي جميع كيان المغاربة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال الى الجنوب.
فعلى المتصهينين من أبناء المغرب أن يعوا أن بأفعالهم هاته وبجرائمهم تلك إنما يخوضون حربا بالوكالة، عن رعاتهم الأساسيين في بلاد الحرب والإجرام (اسرائيل)، وأن حيلهم لن تنطلي على مغرب فلسطين وفلسطين المغرب لا حالا ولا مالا بحول الله تعالى مع قوته، فأطمئنوا يا ققلسطين بكم أو بدونكم ستبقى شامخة قوية صلبة متينة تنوب عنا في الجهاد والنضال وتقيم الشهادة على الناس، وتبرأ ذمتها أمام الله سبحانه وتعالى، وأن البطن الفلسطينية كانت ولا زالت وستبقى تنجب الأبطال والمجاهدين الذين سيقاتلون الصهاينة هناك والصهاينة هنا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لا يأخذهم في ذلك لومة لائم.