محمد العلوي *
كثر اللغط حول نتائج الدورة الأولى للباكالوريا خاصة منها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدارالبيضاء- سطات، ولم تكن هذه الانتقادات مبنية على معطيات دقيقة وتقنية من طرف خبراء في المجال، إذ اعتمدوا على نسب النجاح المحصل عليها خلال الدورة الأولى دون الاعتماد على نتائج الدورة الاستدراكية والتي تعطينا حصيلة واقعية للأقاليم التابعة للجهة.
للأمانة وبحكم التجربة في المجال والممارسة الفعلية دون انحياز لأي جهة، إذا أردنا تقييم فعلي للحصيلة المحصل عليها خلال هذه المرحلة الأولى كان من الضروري تجسيد واقع هذه الجهة مما وجب الاعتماد على معطيات دقيقة تعطينا حقيقة هذه النتائج مع العلم أن جهة الدارالبيضاء – سطات تعد أكبر جهة من حيث العدد والشساعة خاصة أن مجموعة منها تعرف الهشاشة والذي سيحيلنا بلا محالة إلى الواقع الإجتماعي الكارثي الذي تعيشه مدينة الدارالبيضاء والتي تعج بالاكتظاظ من حيث عدد السكان من جهة ومن جهة أخرى تشهد هذه المدينة من حيث الهجرة المتزايدة والانتشار غير المعقلن كوارث اجتماعية كثيرة اثرت بشكل مباشر على المردود التحصيلي لمجموعة من التلميذات والتلاميذ لأننا عند البحث والاستفسار هناك مناطق يكثر فيها بيع الممنوعات وهذا يعد سببا مباشرا لانحدار وتدني مستويات مجموعة من التلاميذ.
كان من المفروض إعطاء تحليل تربوي وبيداغوجي حول مجموعة من النقائص التي تشكو منها بعض المناطق داخل الجهة مع معرفة الظروف الحقيقية التي لم يتمكن كافة التلميذات والتلاميذ من التحصيل الدراسي، كذلك ما هي الإجراءات التي جعلت هؤلاء التلاميذ الحصول على معدل يؤهلهم للظفر بنقط متميزة تجعلهم متفوقين بمجموع جيد يعطيهم معدل متميز.
السبب الرئيسي والمباشر الحقيقي هو الجانب الكارثي الاجتماعي لمجموعة من الأسر والتي تعرف بين احضنها مجموعة من الجانحين والذين يثيرون الرعب ببعض المؤسسات التعليمية والتي تجعل المسؤولين في حيرة من امرهم والذي يؤثر سلبا على واقع المؤسسة التعليمية لذلك كنا دائما نطالب الجهات المعنية التدخل الفوري من خلال الإكثار من المراقبة والتدخل لمنع من مثل هذه السلوكيات التي تؤثر على واقع المؤسسات بصفة عامة.
هنا يجب الوقوف على مجموعة من المعيقات منها:
- مراقبة صارمة لبعض المؤسسات الخصوصية والتي تعتمد على أساتذة حاصلين على شواهد وديبلومات لكن تجربة ناقصة في المجال التربوي والبيداغوجي.
- الاعتماد على دعم مستمر من طرف خبراء في المجال التربوي طيلة السنة الدراسية مع اشراك أولياء وآباء هؤلاء التلاميذ المتعثرين مع المواكبة الفعلية والتتبع.
- يجب على المسؤولين في مجال التوجيه المدرسي والمهني رسم استراتيجية واضحة تجعل توجيه التلميذ توجيها يناسب قدراته التعليمية ومراقبته خلال جميع الفترات الدراسية حتى لا يقع في المحظور خلال فترة الامتحان الجهوي والوطني.
*الكاتب الجهوي للمنظمة الديمقراطية للتعليم جهة الدار البيضاء – سطات
أمين مال المكتب الوطني للمنظمة الديمقراطية للتعليم
عضو مكتب تنفيذي بالمنظمة الديمقراطية للشغل