الألباب المغربية / محمد المتوكل
إذا كتب الله لك وزرت منطقة عين الجمعة والتابعة ترابيا الى إقليم مكناس سوف تأخذك الدهشة وسوف تستولي عليك الغرابة بل وستسقط مغشيا عليك من هول الخصاص والعوز والتهميش والكٱبة والحزن الذي تعيش عليه جماعة عين الجمعة التي سبقت الخميسات وسيدي سليمان وسيدي قاسم وعين كرمة وعين عرمة وعين تاوجطات وعين “ما عرفت شنو” في الزمن التاريخي والوجودي والكوني والجغرافي، لكن تلك البقع الجغرافية تقدمت وتطورت وزاد حجم وجودها في الميدان، الا منطقة عين الجمعة “حلفات بحلوفها ما تزيد خطوة الى الأمام”، وعلى صعيد جميع المجالات والميادين، فلا طرق جيدة ولا بنية تحتية ولا فوقية متميزة ولا ماء صالح للشرب إلا السقايات والتي خلفت ولا زالت تخلف عددا من المشاكل والتي نحن في غنى عنها، ولا كهرباء لجميع الدواوير فلا زالت بعض الدواوير تعش في الظلام الدامس، ولا مسالك تفك العزلة على الدواوير الثلاثة والعشرون والتي عرفت انتخاب أناس لا لهم في العير ولا لهم في النفير في قضية التدبير والتسيير الجماعاتي، هما نجحوا “طبزطوطوطوطو” والبصلة والبرقوق وعبو الريح فالصندوق” وبرعاية “الزرقالاف والقرفية” والتي فعلت الأفاعيل حتى في كبار القوم فبالأحرى في صغارها، ولا نقل مدرسي “مقاد” فأغلب “الوليدات” يقطعون الفيافي من أجل الوصول إلى مدارسهم بل ومنهم من يمتطي صهوة فرس عفوا صهوة حمار شرف الله قدر الجميع “ببردعة” تبقى على ظهر الحمار حتى يخرج التلميذ أو التلميذة من الحجرة الدراسية فضلا عن بقاء الحمار طوال فترة دراسة التلميذ أو التلميذة بالجوع والعطش إلى أن يخرج الصبي أو الصبية من الحجرة الدراسية، ولا ملاعب للقرب ولا للبعد ولا شغل ولا مشغلة ولا مصانع ولا معامل ولا أوراش ولا عمال عرضيين ولا نظافة “تحمر الوجه” فأينما وليت وجهك ستلطمك أكوام الأزبال بجانب بضع بركاسات مملوءة عن ٱخرها بالأزبال ومخلفات الساكنة إضافة الى الروائح الكريهة والتي تنبعث من كل مكان، ولا دور الشباب ولا جمعيات فاعلة، وحتى “ديك” دار الشباب اليتيمة والمتواجدة بتراب الجماعة فالتسيير فيها ينهل من العشوائية ويمتح من الارتجالية “وراه شي وحدين قراب يديرو ليها التحفيظ”، فهي لا تتوفر على مدير معين من المديرية الجهوية، ولا تنظم أنشطة ولا برامج ولا هم يحزنون بل هي عبارة عن بناية فارغة تشبه الأطلال دون أن نتحدث على مرافقها الصحية التي تزكم الأنوف وتشعرك بالدوار وتأتي لك بالغثيان دفعة واحدة، ولا فلاحة مثمرة الا ما كان من بعض المجهودات الفردية من قبل بعض الفلاحين الذين يقاومون الجفاف والذي نحمد الله تعالى عليه لأنه في الأول والأخر هو من يعطي وهو من يمنع وإليه يرجع الأمر كله، ويقاومون غلاء المواد الفلاحية والبذور وغيرها، ولا تجارة الا ما كان من بعض “البوتيكات” التي “تضرب بنادم بالدقة للنيف”، ولا مشاريع تنموية ولا برامج ولا أهداف ولا تغيير ولا تطور ولا نمو ولا هم يحزنون، ولا شوارع نقية ولا فضاءات خضراء الا ما كان من “واحد الجردة” تم تحفيظها باسم أحدهم ظلما وعدوانا وخارج القانون، ولا جماعة تدبر أمور المرتفقين إلا العشوائية والفردانية و”التوشويش والتنوعير” المفضي الى الحصول على المصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة، ولا “دوار دالاس” الذي لازال يشهد على حقبة المنازل الٱيلة للسقوط وهي المبنية بالتراب ولا شيء غير التراب، ولا سوق إلا سوق الأحد الذي لا يزال أصحاب “البوق” يكسرون ٱذان المرتفقين “اصحاب دوا الفار والبرغوت والكميلة” هم المسيطرون إلى حدود كتابة هذه السطور، سوق “مرون كالروينة” التي تعرفها الجماعة من رأسها وحتى أخمص قدمها، ولا رحبة للزرع مناسبة ولا مجزرة تم فتحها للأسف الشديد والشيء المفتوح في عين الجمعة هي شهية المسؤولين نحو مزيد من مص “البزولة” المملوءة بالمال العام في أفق “تنشيفها” والانتقال الى “بزولة” أخرى وهكذا دواليك.
عين الجمعة خرج عليها المتنطعون والسفسطتئيون والغوغائيون والفراعنة والعنصريون الذين أكلوها لحما ورموها عضما بدون رحمة ولا شفقة، وبالتالي فهم “يأكلون النعجة ويبكون مع السارح” في مسرحية “بايخة” و”بايتة” وسيئة الإخراج وركيكة السيناريو، ولكن لنا أمل في الله تعالى بأنهم “سيتكركبون” قريبا غير مأسوف عليهم، ويدخلون مزبلة التاريخ من أبوابه الواسعة ، “بالما والشطابة حتى لقاع البحر”، عاه شنو تاديرو بالسلامة تاتصنعو البينيسلين؟؟؟.
ماذا تحقق في عين الجمعة ضواحي مكناس؟
اترك تعليقا