الألباب المغربية
استضاف المغرب، يوم الأربعاء بالرباط، بمبادرة من مؤسسة “تمويلكم”، القمة السنوية لمجموعة مونتريال؛ وهي شبكة دولية تضم 13 مؤسسة بنكية عمومية للتنمية تنحدر من أمريكا وأوروبا وآسيا وإفريقيا.
ويعد هذا الحدث العالمي، الذي نظم للمرة الأولى في القارة الإفريقية، منصة فريدة لتبادل الخبرات والأفكار حول دور المؤسسات المالية العمومية في تمويل ومواكبة المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة.
وتم خلال هذه النسخة لسنة 2025، التي انعقدت تحت شعار “المرونة وتنويع الأسواق”، استعراض السبل الكفيلة بتمكين البنوك العمومية للتنمية من تعزيز مرونة وتنافسية المقاولات في ظل التحديات الاقتصادية والجيوسياسية والتكنولوجية على الصعيد العالمي.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد المدير العام لمؤسسة “تمويلكم”، سعيد جبراني، أن المغرب، في ظل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أبان دائما عن مرونة نموذجية، من خلال تحويل التحديات إلى فرص للتقدم، مشيرا إلى أن “احتضان هذه الدورة من قمة مونتريال في إفريقيا يجسد إرادتنا لجعل التعاون وتبادل الخبرات في صلب عملنا”.
وأبرز أن “تمويلكم”، بصفتها مؤسسة عمومية تعنى بتمويل المقاولات، تتقاسم تماما طموحات مجموعة مونتريال، والتي تهم تحفيز روح المقاولة ودعم نمو المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة وتعزيز صمود الاقتصادات أمام التحديات العالمية.
من جانبها، سجلت إيزابيل ببيار، الرئيسة المشتركة لمجموعة مونتريال، أن المجموعة تهدف إلى خلق تعاون دولي متين يروم دعم نمو المقاولات الصغيرة والمتوسطة في البلدان الأعضاء.
وفي سياق دولي يتسم بعدم اليقين، شددت على أهمية تقاسم أفضل الممارسات ووضع أدوات ملموسة لمواكبة الشركات الناشئة والمقاولات الصغيرة والمتوسطة، موضحة أن “هذه المقاولات هي المحرك للنمو الاقتصادي، والمفتاح لحل المشاكل الملموسة والمساهمة في ازدهار المقاولات”.
أما المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، علي صديقي، فقد جدد التأكيد على أن المغرب يفرض نفسه اليوم كقطب عالمي للاستثمار والتجارة المستدامة.
وأوضح أن هذا التموقع الإستراتيجي يرتكز على اقتراح قيمة مهيكلة تتمحور حول ست دعامات أساسية تشمل الاستقرار السياسي والاقتصادي الراسخ، والانفتاح التجاري المدعوم باتفاقيات التبادل الحر، والرأسمال البشري الشاب ذو كفاءة عالية، والانتقال الطاقي الطموح نحو اقتصاد أخضر، بالإضافة إلى طاقة لوجستية لا مثيل لها تتيح للمستثمرين الدوليين القدرة على التنبؤ والموثوقية”.
وأبرز، في هذا السياق، التحول العميق الذي يشهده المشهد الاقتصادي الوطني، لا سيما من خلال تطوير الصناعات التحويلية الأساسية القادرة على استيعاب قوى عاملة شابة وحيوية.
يشار إلى أن القمة السنوية لمجموعة مونتريال، التي شهدت مشاركة مديري ومسؤولي المؤسسات الأعضاء في شبكة المجموعة، بحضور ممثلين عن وزارة الاقتصاد والمالية، وبنك المغرب، إلى جانب أبرز الممولين والمؤسسات المالية الدولية، شكلت مناسبة لتسليط الضوء على تنويع الأسواق والدور الأساسي للبنوك العمومية للتنمية في إنشاء المقاولات ونموها.