الألباب المغربية/ محمد عبيد
أسفر الجمع العام الانتخابي للجامعة الملكية المغربية للبادمنتون (كرة الريشة الطائرة)، المنعقد يوم السبت 13 شتنبر 2025 بقاعة الإجتماعات دار الثقافة محمد بلعربي العلوي فالفلوري بالقنيطرة، عن انتخاب مكتب مديري جديد، غير أن هذا الحدث الذي كان من المفترض أن يشكل انطلاقة متجددة للعبة، تحوّل إلى محطة مثيرة للجدل بسبب الطريقة التي وُزعت بها المناصب، وما رافقها من انتقادات حادة من داخل الوسط الرياضي.
وسجل متتبعون لهذا الجمع على أنه منذ اللحظة الأولى، بدا أن المسار مطبوع بالارتباك، ذلك أولا في غياب ممثلي كل من الوزارة الوصية واللجنة الأولمبية الوطنية عن أشغال الجمع! وهو غياب فتح الباب أمام التشكيك في شرعية المكتب المنتخب.
وبدل أن يكون هذا الموعد فرصة لإعادة الثقة في الجامعة، عمّق حالة التوجس لدى المتتبعين.
الأكثر إثارة للجدل – بحسب عدد من الحضور- هو أن المكتب الجديد ضم أكثر من – كوبل (زوج وزوجة) في سابقة غير مألوفة، ما اعتبره كثيرون ضرباً لمبدأ الاستقلالية وتكريساً لتضارب المصالح.
كما سجل على الجمع، توزيع المناصب ليكشف تكوين المكتب الجامعي لكرة الريشة الطائرة عن هيمنة شبكة من المقربين من الرئيس السابق، خاصة من أصدقاء الدراسة وخريجي مدارس الأساتذة، ما جعل الجامعة تبدو وكأنها مجال خاص تحكمه الولاءات لا مؤسسة وطنية يفترض أن تُدار بالكفاءة.
وتبقى أقوى لقطة في أشغال الجمع حين تم رفع شعارات مثل “الجامعة ديالنا والله ما يحكم فيها شي واحد”، لم تزد الوضع إلا احتقاناً، إذ عكست عقلية استحواذ وإقصاء تناقض تماماً مع مبادئ الشفافية والديمقراطية التي يجب أن تسود في التسيير الرياضي.
وبين هذه الحسابات الضيقة، يبقى اللاعبون الضحية الأولى. فالمكتب الجديد الذي جاء لتبقى علامات استفهام قائمة تبعا لما عرفه توزيع المناصب المثيرة الجدل باعتماد منطق القرابة والمحاباة، في وقت لم تقدم فيه أية إشارة واضحة إلى برنامج رياضي أو رؤية عملية لتطوير اللعبة!
والنتيجة أن الممارسين يبقون محرومون من الدعم والتكوين ومن فرص المنافسة، في وقت تظل فيه الأندية الفعلية قليلة، بينما تُصنع أخرى على الورق فقط لضبط موازين التصويت.
وخلص مخرجات هذا الجمع بجملة من الهواجس المقلقة تفضي إلى أن انتخاب المكتب الجديد لا يمكن اعتباره مجرد محطة إدارية، بل هو مرآة تعكس عمق أزمة الحكامة داخل الرياضة المغربية.
وأمام هذه الوضع تطالب فعاليات من اللعبة بضرورة تحرك الجهات الوصية لفرض معايير الشفافية وتكافؤ الفرص، حتى لا يظل البادمنتون حبيس الصراعات الشخصية، وبعيداً عن أهدافه الحقيقية: تكوين الأبطال ورفع راية المغرب في المحافل الدولية.