فضيلة تماصط
على بعد ست كيلومترات من شرق مدينة أبي الجعد، توجد معلمة تاريخية طالتها عوامل الزمن المرير، إذ يعود تاريخها إلى حوالي أربعة قرون، وهي قنطرة الدار الحمراء بأولاد اكواوش دائرة أبي الجعد إقليم خريبكة، حيث باتت اليوم مطلبا رئيسيا من مطالب ساكنة المنطقة، مناشدين وزارة الثقافة بالالتفات إلى هذه المعلمة التي ترثي حالها ومآلها، في حين أن القنطرة تجسد جانبا مهما من التاريخ المغربي، واليوم تستغيث بشكل عاجل لإحيائها من براثن النسيان والدمار وذلك اعتبارا للأهمية والطابع التاريخي العريق الذي تمثله والدور الاستراتيجي والتاريخي الذي كانت تلعبه من خلال عبور القوافل التجارية.
وللإشارة، فهاته المعلمة بدأت حالتها تتدهور بشكل كبير بسبب العوامل المناخية والزمنية والأغلب في قلة الإهتمام والترميم من طرف المسؤولين، حيث تدهورت حالتها بشكل مهول خصوصا بفعل عوامل التعرية وكذلك إهمال الإنسان وبسبب تجاهل الجهات المسؤولة واستخفافهم للوضع المأساوي الذي وصلت إليه هذه القنطرة التاريخية العريقة التي كانت تربط بين تادلة والدار البيضاء، حيث كانت في عهد الحماية الفرنسية مرتعا مهما وسدا لتجميع مياه الأمطار، حيث تتميز بجسورها المقوسة المبنية بالأحجار القوية التي تغنيها بالصلابة، حيث أن هناك من يرجح بناؤها على يد السلطان مولاي إسماعيل في حين ترجح معلومات أخرى، أن بنائها يعود إلى فترات زمنية سابقة بين الموحدين والمرينيين، إذ شكلت هذه القنطرة جسرا إنسانيا يؤمن الربط بين أزيلال وقصبة تادلة وأبي الجعد.