الألباب المغربية/ الحجوي محمد
في صبيحة يوم الخميس 4 شتنبر عام2025، احتضنت قاعة الاجتماعات بعمالة إقليم قلعة السراغنة لحظة محورية، تجسد فيها الانسجام التام بين التوجيهات الملكية السامية والتنزيل الفعلي على أرض الواقع. انعقد هذا الملتقى الحيوي برئاسة العامل، الذي قاد نقاشاً مركزاً حول مصير مشروعين حيويين ينتظرهما المجتمع المحلي بترقب شديد، ليكشف عن دفقة أمل جديدة تعيد تعريف ملامح التنمية بالإقليم.
لم تكن طبيعة هذه المشاريع، المتمثلة في إحداث مطرح إقليمي حديث وسوق جملة عصري، مجرد إجراءات روتينية، بل هي استجابة عملية لصميم اهتمامات الرأي العام المحلي الذي يطمح إلى قفزة تنموية حقيقية. فهذه المشاريع المهيكلة تشكل دعامة أساسية في بناء اقتصاد محلي قوي ومستدام، يلامس احتياجات السكان ويحسن من جودة حياتهم اليومية.
ولعل البعد الأكثر عمقاً في هذه اللقاء، هو تجسيده الحي والواضح للروح التي أطلقها خطاب العرش المجيد لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، والذي شدد فيه جلالته على ضرورة إنعاش سوق الشغل وخلق دينامية اقتصادية من خلال إطلاق مشاريع منتجة. كما أن الاجتماع يمثل ترجمة حرفية للتوجيهات الوزارية الواردة في دورية السيد وزير الداخلية، التي تحث على تسريع وتيرة إعداد وتنفيذ مخططات التنمية المندمجة، سعياً لرفع مستوى الاقتصاد المحلي والارتقاء به.
وبعد استعراض دقيق للمراحل التي قطعها مكتب الدراسات “CID” في إعداد التقارير الفنية اللازمة، خرج الاجتماع بقرارات حاسمة ومواعيد محددة تشي بقرب انطلاق الأشغال. فبخصوص المطرح الإقليمي، فقد دخلت الدراسات مراحلها النهائية، على أعتاب إطلاق صفقة الشطر الأول من الأشغال، والتي سيتكلف بالإعلان عنها مجموعة الجماعات في غضون الأسابيع القليلة المقبلة.
أما مشروع سوق الجملة، الذي يعد رافعة تجارية كبرى للمنطقة، فقد حظي بدفعة قوية بإعلان أن عمالة الإقليم ستنطلق في الإعلان عن صفقة أشغال إنجاز السقف مع مطلع الأسبوع المقبل، بينما ينتظر أن يعلن المجلس الإقليمي لاحقاً عن باقي الصفقات التكميلية التي ستكتمل بها هذه البنية التحتية التجارية الهامة.
هكذا، لا تبقى قلعة السراغنة مكاناً على الخريطة، بل تتحول إلى ورش مفتوح، يحكي قصة تنمية تخرج من رحم الإرادة الملكية لتترجم على الأرض بإرادة محلية صلبة، ووعي جماعي بمتطلبات المستقبل.